Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8-14 ذي القعدة 1419هـ - 24 فبراير 2 مارس 1999
العدد 1366

مات الملك حسين ليدفن سره معه..!!
حسن علي كرم

يجمع المراقبون والمحللون السياسيون المهتمون بشؤون الشرق الأوسط على دور الملك حسين كأحد أهم اللاعبين الأساسيين الذين لم يتوار من على خشبة المسرح السياسي طيلة سنوات حكمه التي دامت ستة وأربعين عاما· ولعل هذا الدور الذي وجد الملك حسين نفسه فيه لم يكن ليحصل لولا موقع بلده الذي توسط محيطا يغلي بأشكال متعددة من التنافر والضغائن والأطماع··

ولئن كان ثمة شهادة صدق تقال فيه بعد ما غيّبه الموت عن دنيانا الفانية هي قدرته الفائقة على الاحتفاظ بعرشه الملكي الهاشمي رغم الهزات العنيفة التي عصفت به أكثر من مرة، كذلك قدرته على الحفاظ على وحدة وسلامة وطنه رغم شح موارده بالمقارنة مع موارد دول الجوار··

لقد صُنف الملك الراحل برجل الغرب· قطعا لم يزعجه هذا التصنيف لأنه كان بحاجة لدعم الغرب له، وبالمقابل كان الغرب يحتاج الي خدماته - إن صح التعبير - وبالتالي كان الغرب حريصا على ديمومة ملكه وسلامة وطنه، ولقد أتاح له ذلك عقد صداقات حميمية وتحالفية مع كل الزعماء التقليديين الموصوفين بالمحافظين في المنطقة لاسيما في إقليم الخليج العربي الأمر الذي هيأ للملك تدفق دعم مالي غير محدود من الدول الخليجية النفطية، مما ساعد ذلك على تنمية وتطوير قدرات بلده على نحو يضاهي ما يشاهد في البلدان المجاورة للأردن الى حد ما··!!

من هنا فإن علاقة الكويت الدولة الخليجية الأولى والأهم في الدعم التنموي والسياسي للأردن لم تكن موسمية تحكمها المزاجية بقدر ما كانت مبدئية حكمتها الظروف المماثلة والمصير المشترك· لذلك فقد ترك اصطفاف الملك حسين الى جانب صدام حسين إبان غزو قواته للكويت الكثير من علامات التعجب والاستنكار بل كان مفاجأة غير مسبوقة من شخص موصوف برجل الغرب في المنطقة أن يشق الإجماع الدولي ضد الغزو، ليقف مع القلائل الذين اصطفوا الى جوار صدام···!!

لقد كان الملك الراحل في كل مرة عندما يواجه بمثل هذا السؤال ينفي عن نفسه أنه أيد الغزو أو علم بخطط الغزو وكان يردد أنه سعى الى إخراج قوات صدام حسين من الكويت لكنه فشل··

ولو افترضنا صحة حججه بفشل مسعاه فلماذا سار مع صدام الى النهاية وكان بوسعه اختصار الطريق والعودة الى الإجماع الدولي وهو السياسي الدراماتيكي المحترف المعروف بقدرته على تغيير واقعه والدوران مئة وثمانين درجة في لمح البصر·· ولماذا سخّر إعلامه الرسمي من إذاعة وتلفاز - ودعنا من الإعلام الشعبي - بوقا مجانيا يروج لنظام صدام وكان بوسعه وهو ملك البلاد توجيه إعلامه منحى يتسم بالإنصاف والحيادية· ولماذا لم يمنع تنظيم المظاهرات اليومية المؤيدة لصدام حسين التي كانت تجوب شوارع مدن مملكته وكان بإمكانه عمل ذلك ببساطة؟ ولماذا كانت كلمات خطابه الذي ألقاه عشية الضربة الجدية إيذانا ببدء حرب تحرير الكويت تطفح بالتأييد والخوف على صدام حسين؟ ولماذا طاف كل العواصم الفاعلة في القرار الدولي في الشرق والغرب مناشدا قادتها عدم ضرب صدام حسين وإعطاءه المزيد من الفرصة بالرغم من معاناة الكويت وأهلها اليومية من صنوف الدمار والرعب والتنكيل على يد جلاوزة صدام؟ ولماذا صرح لقناة سي إن إن وصحيفة النيويورك تايمز إبان الغزو بأن الحدود بين الكويت والعراق مصطنعة رسمها الإنجليز، فانبرى سفير السعودية لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان للرد عليه قائلا إذا كانت الحدود بين الكويت والعراق من صنع الإنجليز فإن بلدك وعرشك من صنع الإنجليز!! ولا نريد هنا فتح مسألة صناديق الذخيرة العائدة للجيش الأردني التي خلفها جيش صدام المهزوم ليلة هروبه من الكويت المحررة، محاولين تكذيب عيوننا وتصديق التبرير الأردني أنها من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية··!!

مات الملك حسين يرحمه الله ويغفر له ذنوبه وخطاياه لكن بقي السؤال معلقا بلا جواب· لماذا أيّد الملك حسين غزو صدام حسين للكويت؟!

هل كان مدفوعا من منطوق دفع البلاء الأصغر (غزو الكويت) درءا للبلاء الأكبر (غزو صدام للأردن)؟ أم كان موعودا بترتيبات معينة أو طمعا في غنائم من نوع ما؟ أم دورا رسم له؟ أم خوفا من شعبه؟ أم حقا سعى لحل يخرج صدام حسين من الكويت·· لكنه فشل؟ مات الملك حسين·· فهل دفن سره معه؟

�����
   

الديمقراطية وديمومة الكويت:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الأمريكان وسقوط صدام:
محمد مساعد الصالح
الشورى من منظور الحركات الإسلامية المعاصرة:
مسلم صريح
...أو تسريح بإحسان:
د.مصطفى عباس معرفي
أوغلان ويعقبه ابن لادن:
يحيى الربيعان
عاداتنا وتقاليدنا.. والغناء:
أنور الرشيد
رياح الفرح!:
عامر ذياب التميمي
جريمة خطف دولية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
المدفع الأمريكي.. ومدافع السكراب:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة السادسة):
محمد سلمان غانم
نحن بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطنية:
ياسر الحبيب
استكانة شاي.. وتفكير:
مطر سعيد المطر
مات الملك حسين ليدفن سره معه..!!:
حسن علي كرم
مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان:
فوزية أبل