Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8-14 ذي القعدة 1419هـ - 24 فبراير 2 مارس 1999
العدد 1366

الشورى من منظور الحركات الإسلامية المعاصرة
مسلم صريح

لا تخلو مطبوعة أو منشور صادر عن أية حركة إسلامية معاصرة من مفاهيم تحرص تلك الجماعات على ترويجها وغرسها في عقول المسلمين، هي كثيرة بلا شك، إلا أن أحد أهم تلك المفاهيم وأكثرها شيوعا مفهوم "الشورى"، فالإسلام يوجب الشورى وفق الآيتين الكريمتين: "وأمرهم شورى بينهم" و"شاورهم في الأمر"، وإلى هذا الحد، فالكلام متناسق وجميل··· ولكن الحركات الإسلامية المعاصرة تختلف اليوم اختلافا شديدا من خلال الأسئلة المحورية التي تكتنف مفهوم الشورى، وعدم تقديم الأجوبة الشافية بشأنها يزيد المسلم المعاصر ضياعا وحزنا، من أمثلة الأسئلة التي تتمحور حول مفهوم الشورى، ما يلي:

1 - هل الشورى ملزمة لصاحب القرار (حاكم - أمير جماعة - قائد عسكري·· الخ) أم هي مُعْلِمة له فقط؟

2 - من هم أهل الشورى، أي ما الجماعة التي تقدم الشورى لصاحب القرار؟ وما مواصفاتها ومؤهلاتها؟

3 - ما آلية اختيار "أهل الشورى"؟

4 - هل يمتلك أهل الشورى قرار عزل "صاحب القرار"؟

5 - هل يقيد المسلمون أهل الشورى بمدة زمنية معينة؟ أم أن عضويتهم تستمر مدى الحياة ولا تنقطع إلا بالموت أو الجنون كما هو حال الحاكم في الفقه الإسلامي؟

وعلى الرغم من بذل الحركات الإسلامية المعاصرة جهودا بحثية شتى لتأصيل مفهوم الشورى شرعيا إلا أنها لم تستقر على قرار حتى الآن، ففي ما يتعلق بإلزامية الشورى من عدمها، تبنت بعض الحركات الإسلامية - وتحديدا الحركات السلفية - الرأي الذي يقول: إن الشورى هي مُعْلِمة فقط لصاحب القرار وليست ملزمة له، أي أن دورها ينتهي عند تبليغ صاحب القرار برأيها فإن أخذ به فهذا شأنه وإن لم يأخذ به فهو شأنه أيضا!

الأمر الذي جعل الحركات الإسلامية التي تتبنى الرأي الآخر ـــ وهو إلزامية الشورى لصاحب القرار ـــ تستهزئ برأي الجماعة الأولى بأن الأمر لو كان كذلك لما استدعى نزول آيتين تعالجان هذه المسألة المهمة·· ومازالت المسألة بين شد وجذب في أوساط الحركات الإسلامية المعاصرة وكل فريق يحاول إثبات رأيه بالأدلة الشرعية اللازمة!!

وإذا كان موضوع إلزامية الشورى من عدمها يبدو بسيطا للعيان وأثار كل هذه الخلافات، فللمسلم المعاصر أن يتصور عمق الخلاف في هذه المسألة إذا ما حاول الإجابة عن الأسئلة الأخرى والتي تتعلق بمؤهلات أهل الشورى ومدة ولايتهم وآلية اختيارهم وطبيعة صلاحياتهم·

المأساة الكبرى أن الحركات الإسلامية المعاصرة وحتى التي تدافع بشدة عن إلزامية الشورى وضرورة تطبيقها، تتجاهلها تماما في تنظيماتها الحزبية وتقدم عليها مفاهيم الولاء المطلق والطاعة العمياء للقيادة وترمي وراء ظهرها - أو بالأحرى ووراء أسوار الحزب - مفهوم الشورى وإلزاميته·

يقول فريد عبدالخالق وهو من القيادات البارزة في حزب الإخوان المسلمين بمصر واستقل عنه لاحقا، يقول في كتاب الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية "ومما يؤخذ على كثير من الجماعات الإسلامية أنها لا تلتزم في ذاتها وفي علاقاتها مع غيرها بالمبادئ والأصول الإسلامية، وعلى رأس هذه المبادئ والأصول: الشورى والعدل وحرية الرأي والنقد" ويحدد فريد عبدالخالق المبادئ البديلة التي تفرضها الجماعات الإسلامية على أفرادها وعلى الغير وهي كما يقول: "فرض الوصاية والهيمنة على الآخرين وهي نزعة بارزة لدى عدد غير قليل من الجماعات الإسلامية· وما يتبع ذلك من نزعة تقديس أشخاص القيادة وتصنيف المسلمين حسب درجات الولاء للتنظيم أو قيادته، وفي ذلك لا شك مفسدة للمسلمين وللجماعات الإسلامية"·

يا للهول، إذا كانت الحركات الإسلامية - وفق هذه الشهادة الإسلامية المهمة - تتجاهل الشورى والعدل وحرية الرأي والنقد وتستبدلها بفرض الوصاية والهيمنة على الآخرين وتقديس الأشخاص وتصنيف المسلمين حسب درجات الولاء للتنظيم، فإننا نعلن أن الإسلام بريء من هذه الجماعات براءة الذئب من دم يوسف·

�����
   

الديمقراطية وديمومة الكويت:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الأمريكان وسقوط صدام:
محمد مساعد الصالح
الشورى من منظور الحركات الإسلامية المعاصرة:
مسلم صريح
...أو تسريح بإحسان:
د.مصطفى عباس معرفي
أوغلان ويعقبه ابن لادن:
يحيى الربيعان
عاداتنا وتقاليدنا.. والغناء:
أنور الرشيد
رياح الفرح!:
عامر ذياب التميمي
جريمة خطف دولية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
المدفع الأمريكي.. ومدافع السكراب:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة السادسة):
محمد سلمان غانم
نحن بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطنية:
ياسر الحبيب
استكانة شاي.. وتفكير:
مطر سعيد المطر
مات الملك حسين ليدفن سره معه..!!:
حسن علي كرم
مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان:
فوزية أبل