Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8-14 ذي القعدة 1419هـ - 24 فبراير 2 مارس 1999
العدد 1366

عاداتنا وتقاليدنا.. والغناء
أنور الرشيد
anar0057@yahoo.com

منذ بدأ التفكير بإقامة مهرجان تسويقي بعد التحرير من قبل محافظ حولي الدكتور داود مساعد الصالح وعملية الوأد التي حصلت لهذه الفكرة، لم يتجرأ أحد على التفكير بإعادة الكرة مرة أخرى إلا هؤلاء الرجال الذين صمدوا بوجه من لا يريد أن يقام هذا المهرجان بحجة أن به من الطرب والرقص المخالف لديننا وعاداتنا وتقاليدنا وما كان بودي الدخول بهذا الموضوع لو لم أجد ما هو أكيد ونافع للجميع ليطلعوا عليه لما به من فائدة تاريخية وفائدة مؤكدة أن ما يتحجج به معارضو فبراير غير صحيح ولا يستندون على أي دليل تاريخي إنساني·

إن الكل يشهد بأن عاداتنا وتقاليدنا بها من الطرب والغناء الكثير من النهام الى العواد الى غناء السامري الى المجيلسي والفرينسي والعرضة وكل هذا يعتبر من الطرب والغناء القديم ومازال حتى يومنا هذا وما ظهور عبدالله فضالة أو محمود الكويتي أو عائشة المرطة أو عودة المهنا إلا امتداد لجيل ما قبلهم وهي سلسلة متواصلة سجل التاريخ ظهورها بالكويت سنة 1790 على يد المرحوم محمد بن لعبون وعبدالله بن فرج 1816 وأتى بعدهم فرقة الرندي والقروية وخالد البكر 1830 ومن ثم فرقة الجيماز والريش 1850 والكثير من المبدعين في الفن الإنساني الى أن وصلت الى نبيل شعيل وعبدالله الرويشد، وهذا بحد ذاته دليل قاطع على عدم صحة استناد هؤلاء على أساس عاداتنا وتقاليدنا، حتى أمهاتنا في السابق وإلى يومنا هذا يغنين وينشدن ويدبخن (هدهدة الطفل قبل وأثناء اليوم) بشكل إيقاعي يتناغم مع ضربات قلب الأم ليطمئن الطفل لأنه خرج الى عالم غريب بالإضافة الى الدندنة والتنغيم الناعم الذي يشد الطفل ليجلب له الهدوء والسكينة ومن ثم النوم، وما أغنية دلال بنت من تمر خلاخلها حمر وأغنية أبو أربعة ربعوه، وأغنية مناير خزنة التاير (التاير تعني التاجر) وأغنية حمود طاحت غترته حمود طقته مرته، تردد بألحان عفوية ونغمية من الأمهات والجدات وغيرها الكثير من القديم الذي يناقض ما يطرحه معارضو مهرجان فبراير بجزئية الغناء منه، أما الاستناد على ديننا الحنيف الذي به من الترتيل الجميل الذي يطرب له القلب والعقل وبه من الحوادث التي تدحض هذا الزعم على الطرب، ولا ننسى أن استقبال الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة كان على وقع الإيقاعات الموزونة، أما التكبير ما قبل صلاة العيد فإنه حقا هو جملة موسيقية كاملة العناصر الفنية، النغمية والإيقاعية، أما الأذان الذي نسمعه خمس مرات في اليوم فإنه يؤدي بالأبعاد الموسيقية لمقام الحجاز، هكذا هي الحياة لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك مهما تطرف برأيه أو اجتهد، الفن والطرب قائم أراد من أراد ورفضه من رفضه، لنتق الله في بلدنا الجريح وابتعدوا عن المزايدات القاتلة، البلد في احتضار اقتصادي وإن أتى وائل كفوري أو فيروز لن تنقلب الدنيا، كفوا عن لغوكم، كفوا عن إضاعة الوقت والجهد والمال بأمور تؤخر ولا تقدم وأنتم أكثر الناس علما بماذا يجري بين جدران البيوت والشاليهات والمزارع، دعوا الناس تمارس حبها للطرب على مرأى من البشر وتحت إشراف الدولة أفضل وأشرف من بين جدران مغلغلة وحينها لا يتجرأ أحد على انتهاك قواعد لعبة الأخلاق، اعذروني بهذا الطرح الصريح لأن الوضع لدينا بلغ مستوى لم يبلغه أي وضع في السابق، وهنا لا نعترض على اعتراض المعترضين لأن من حقهم أن يعترضوا كما يشاؤون وأدافع لهم عن هذا الحق ولكن ليسمحوا لنا أيضا أن نعترض على اعتراضهم بالدليل القاطع والحجج الدامغة، أما بعض النفر الذين وكلوا أنفسهم مندوبي الله وهم الوحيدون المحافظون على شريعتنا الغراء ويحاولون أن يجبرونا على الاعتقاد بما يعتقدون به، ويحاولون أن يغالوا ويكابروا ويطعنوا بإيماننا ويشككوا بعقيدتنا مما يوصلنا الى مرحلة التكفير وإقامة الحسبة علينا، فهذا مرفوض بتاتا وهو ليس من عاداتنا وتقاليدنا التي يستندون عليها، لأن كل تاريخنا كان بالتراضي وبكل شيء من الألف الى الياء، كفوا عن هذا اللغو، واتبعوا نصيحة من يريد لهذا البلد كل خير الذي سيعود علينا وعليكم بالنفع وعلى أولادكم من بعدكم·· أفيقوا من هذا السبات الذي أنتم به، لا تستطيعون أن تنصبوا أنفسكم حماة عاداتنا وتقاليدنا وديننا وحدكم، لنا رأينا المتواضع بمختلف الموضوعات، وهنا تبطل حجتكم بأنكم وحدكم من يدافع عن الدين والعادات والتقاليد، وحينما تم طرح هذا الموضوع على وزير الإعلام نفى تماما أن يكون هذا الاحتفال أو ذاك به رقص وما يخل بالآداب العامة وكان بإمكانكم أن تقفوا عند هذا الحد ومع ذلك استمرأتم بما تعتقدونه واستغل هذا الرأي المتربصون والحاقدون على الكويت وبعثوا برسائل هاتفية كاذبة الى الجهات الأمنية تبلغ عن وجود متفجرات ليس بأماكن حفلات الغناء فقط وإنما وصل حتى المجمعات التجارية هكذا يجب أن ننتبه الى بلدنا، ليس معارضة أي أمر يمكن أن يكون مفيدا، المعارضة لها أصولها وحساباتها ومداخلها وقياس السلبيات ومقارنتها بالإيجابيات هكذا يجب أن نرتقي بالسلوك الديمقراطي لنضيف الى الحضارة الإنسانية رافدا يعززها لا يلغيها·· إن الوضع الاقتصادي خطير وسوف يشرد العديد من العوائل وأنتم تعارضون إقامة مهرجان كل مميزاته أنه قد ينشط العجلة الاقتصادية في البلاد، أنتم وحدكم المعارضون تتحملون المسؤولية والتاريخ سيحاسبكم على ما فعلتم، أما المؤيدون فما عليهم إلا التكاتف وتشجيع تلك البرامج التي تخدمنا جميعا بطريق مباشر أو غير مباشر، وأخيرا اتقوا الله بما تفعلون ببلدكم ومن يعتقد أن هذا المهرجان ستكون به من المعاصي مع النفي الصريح لوزير الإعلام فما عليه سوى الجلوس في البيت وأن يدع الناس وشأنهم، كما اقترح بمناسبة شهر الفرح إنشاء جمعية تسمى جمعية الضحك والفرفشة الكويتية لتقاوم نشاط أعداء الفرح والضحك، من المنطلق العلمي الذي يقول إن الضحك به من الرياضة التي تحرك العديد من العضلات لتدخل السرور والبهجة الى النفس ويؤدي الى تزايد فرز الأنزيمات المقاومة لمختلف الأمراض والنكد يعطي نتائج عكس الفرح فماذا تفضلون؟ وعلى كل حال سأعتبر نجاح مهرجان هلا فبراير عملية استفتاء لتأييد إنشاء جمعية الضحك والفرفشة الكويتية·

�����
   

الديمقراطية وديمومة الكويت:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الأمريكان وسقوط صدام:
محمد مساعد الصالح
الشورى من منظور الحركات الإسلامية المعاصرة:
مسلم صريح
...أو تسريح بإحسان:
د.مصطفى عباس معرفي
أوغلان ويعقبه ابن لادن:
يحيى الربيعان
عاداتنا وتقاليدنا.. والغناء:
أنور الرشيد
رياح الفرح!:
عامر ذياب التميمي
جريمة خطف دولية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
المدفع الأمريكي.. ومدافع السكراب:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة السادسة):
محمد سلمان غانم
نحن بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطنية:
ياسر الحبيب
استكانة شاي.. وتفكير:
مطر سعيد المطر
مات الملك حسين ليدفن سره معه..!!:
حسن علي كرم
مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان:
فوزية أبل