منذ تحرير دولة الكويت والعديد من التنظيمات السياسية العراقية حاولت وتحاول طرح نفسها على أن تكون بديلة للنظام العراقي، ولكن كل هذه التنظيمات اصطدمت بعجزها عن تحقيق ذلك ، وحينها حملت مسؤولية فشلها إبان الانتفاضة الشعبية عام 91 في الجنوب الى الأمريكيين لأنهم سمحوا لصدام أن يستخدم الطائرات لقصف المدن والقرى والأهوار التي تنطلق منها هذه المعارضة وليس مواقع عسكرية لها ومن يومها تُردد جميع تلك الفصائل أن الأمريكيين غير جادين بالإطاحة بالنظام العراقي القمعي بدليل أنها لم تمنعه من استخدام طائراته للقصف، ومن هنا دعونا نفهمكم  يا إخواننا العراقيين، إن ظروف 91 بالتأكيد تختلف عن ظروف 99 ومن كان له موقف بذلك الوقت لا بد أن يكون قد طرأ عليه بعض المستجدات والمتغيرات التي تؤثر وتتأثر به ونحن على قناعة بأنها من صالح المعارضة وعليه فإن التمسك بمواقف مر عليها 9 سنوات ليس من العدل في عالم متغير المصالح باليوم وليس بالسنوات هذا أولا·· ثانيا يا إخوان إن التخوف من أن الاتصال مع الأمريكيين أو البريطانيين يفقدكم الدعم والتأييد الداخلي أو الخارجي لهو غلو وحساسية أكل عليها الزمان وشرب·· إن المواطن العراقي الذي يموت في اليوم الواحد مائة مرة جراء الإرهاب الداخلي الذي يمارسه النظام العراقي أو من الأمراض الاجتماعية التي فتكت بنسيج المجتمع العراقي أو من ضياع الفرصة الأخيرة لإنقاذه من براثن ذلك الطغيان لن يلتفت لهذه الأقاويل·· إن المواطن العراقي الذي تغتصب ابنته وأمه وأخته أمام عينيه أو المواطن الذي يعدم أمام عائلته ويجبرونهم على دفع ثمن الطلقات التي أزهقت روحه ومنعهم من إقامة العزاء عليه لن يحاسبوكم على إنقاذهم وإنقاذ العراق، لن يقال عنكم لا تستحقون شرف إنقاذه والعراق، ولكن سوف يقول لكم المواطن العراقي تحالفوا مع الشيطان لتحررونا من هذا الوضع ولن يقول عملاء أمريكيين·· أنا على يقين أن الركوب على ظهر دبابة أمريكية أو شيطانية تلتقي مصلحتها معكم على إسقاط ذلك النظام لإنقاذ تلك الفتاة من عملية اغتصاب أمام ناظري والديها وإخوتها لهو أشرف من التردد والخوف من اتهام باطل وهو المطلوب حاليا من أهالينا داخل العراق·

إن الذي سوف يُحرَّر لن يقول لكم لماذا حررتموني وأنتم متحالفون مع الشيطان أو مع الأمريكيين، لا بل سيشكركم على ما قمتم به لأنكم أنقذتم عرضه من بين أيادي أزلام النظام الذين لا يردعهم دين ولا قيم ولا أخلاق ولا ضمير، ألا تعلمون أن فرنسا بعظمتها تحررت من براثن النازية على ظهر دبابة أمريكية ولم يتهم الشعب الفرنسي ديغول ويوصمه بالخائن لأنه استعان بالإنجليز والأمريكيين لتحرير فرنسا·

ألم يوقّع امبراطور اليابان السابق اتفاقية استسلام مع الأمريكيين على ظهر بارجة أمريكية؟ ولكم النتيجة أعظم قوة اقتصادية في العالم، ولم يتهم امبراطور اليابان الراحل بالانهزامي والاستسلامي مع أنه وقّع على ظهر بارجة ومع ضابط وليس رئيس أمريكا·· ألم يستنجد الروس بعظمتهم بالبريطانيين والأمريكيين لدحر النازيين؟ وغيرهم وغيرهم من تمتلئ الدنيا بهم ويضربون بهم الأمثال· إذا كان الخوف من استحقاقات هذا الموقف فلنكن عمليين بطرحه، ولنقل إن أقصى ما سيكون المقابل لن يكون بمستوى إبادة شعب كامل على أيدي نظامه، وهذه هي الحقيقة وعند المفاضلة بين الموت أو الحياة ستجدون أنفسكم تفضلون الحياة وإن كان بها بعض المقابل الذي سيُدفع وهي بحق ضريبة الحياة·