Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1-7 ذي القعدة 1419هـ - 17-23 فبراير 1999
العدد 1365

"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(3)
مسلم صريح

لا ندري كيف تملك حركة الإخوان المسلمين القدرة الهائلة في التأثير على عقول جموع المسلمين الذين تتعامل معهم ويستجيبون لخطابها، على الرغم من عدم تورع الحركة في إهمال القواعد الشرعية التي نظمها الدين الحنيف، بل وحتى التمادي والوصول إلى درجة الكذب على المسلمين·

وفي حالة موضوعنا، موضوع طرق وأساليب جمع الأموال التي تقوم بها حركة "الإخوان" فكل المسلمين يعلمون تشديد (وَضَعْ تحت كلمة تشديد عشرين خطا) كل القواعد الشرعية بمختلف مستوياتها، إن كانت من القرآن أو من السنة، على أن تكون عملية التصدق بالأموال أو استخراج الزكاة إنما يكون للأقربين، ومعروف أن الأقربين هم أهل المتصدق فإن لم يجد محتاجا منهم فأقرباؤه فإن لم يجد فجيرانه ·· فأبناء الحي الذي يسكنه··· فأبناء منطقته··· فأبناء محافظته··· إلخ· وفي هذه المسألة هناك الأقوال التي يحفظها جميع المسلمين صغارهم وكبارهم· كـ "الأقربون أولى بالمعروف" و"جارك ثم جارك ثم جارك" وغيرها من الأقوال·

ومقصد الإسلام واضح ومعروف من وراء هذا كله، فهو يريد أن يقوم كل مقتدر برعاية مَنْ حوله ومساعدتهم حتى يزيد من شعور الأُلفة والمحبة بين أبناء الوسط الواحد وحتى لا يكون هناك مجال للأحقاد بين الأغنياء والفقراء في البيئة الواحدة·

تأتي حركة "الإخوان " وتضرب بعرض الحائط كل هذه المعاني الجميلة التي تتضمنها قواعد الشرع الإسلامي، وتقوم بشكل هستيري في جمع الأموال وتدّعي أنها توزعها على فقراء المسلمين·· وأين ؟ هل على فقراء البلد الذي تُجمع فيه الأموال؟ لا بل هي "تدّعي" أنها توزعها في بلدان إسلامية أخرى فقيرة وبعيدة!!

ولا يتساءل المسلمون الذين يتبرعون بسخاء للجان "الحركة" عن الأسباب التي جعلت "الأقربون أولى بالمعروف" تسقط من حسابات مُنظِّري "الإخوان"·

إن صرف أموال زكوات المسلمين وصدقاتهم في محيطها يجعل من عملية الرقابة عليها أمرا سهلا ويسيرا للغاية، فأنت ترى أمام ناظريها حجم الأموال التي تجمع وحجم ما يصرف منها على وجه الدقة، ومن السهولة أن ُيحدد أي حي أو مدينة أو حتى بلد احتياجاته ويشرع في سدها بالمشاريع التي تعوزها·

ففي حالة الكويت مثلا هناك مستويان في حاجة ماسة لأموال المتبرعين، فعلى مستوى البشر فإن فئة "البدون" تأتي في مقدمة المحتاجين وهي فئة كبيرة يقدر عددها بمئات الآلاف، هذا عدا  بعض الأسر الكويتية الفقيرة ، أما على مستوى الدولة فإن ما ينقصها من خدمات أكثر ـــ ربماـــ من أن نُُُُحصيها الآن خصوصاً في ظل العجز المتنامي في ميزانية الدولة ، فهناك وجبات التغذية لطلاب المدارس وباصات النقل المدرسية وتكييف الفصول وتوفير الماء البارد والنظيف للمدارس وتحسين الخدمات الصحية التي ُتقدَّم في المستوصفات والمستشفيات وغيرها كثير·

إن حركة الإخوان المسلمين لا تريد أن ترضي رب العالمين ولا ترغب في طاعة رسولنا الكريم، لأن همها الأكبر جمع الأموال لأغراض ليس لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، ولو كانت تراعي القواعد الشرعية التي تنظم عملية جمع الأموال وتوزيعها وفقاً لأصول الإسلام ، لقدمت نموذجا على تنمية الأموال في الداخل تنمية مجتمعية رائدة بخاصة أن الكويت بها من الأموال الشيء الوفير وبها في المتبرعين الخيرين أعداد هائلة، ولكن هذا أبعد ما يكون عن تفكير حركة "الإخوان" التي لاتريد نهضة المجتمعات بقدر ما تريد أن تسيطر عليها وتقودها وفق الفكر الظلامي الذي تتبناه ·

المشكلة الكبرى أن حركة الإخوان المسلمين تدرك أن للمال دوراً كبيراً ـ إن لم يكن هو الدور الحاسم في الوصول إلى السلطة ـ وأمام هذه "القناعة" التي تشرّبت بها"الحركة" فإنها لاتتورع عن مغازلة أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة واسترضائهم حتى ولو كان على حساب مبادىء الدين الحنيف· يقول الدكتور عبد الله النفيسي في كتاب "الحركة الإسلامية ـ ثغرات في الطريق" :"إن (نجم المال) أصبح يتمأسس ـ أي يتحول إلى مؤسسة ـ ضمن الحركة (يقصد الحركة الإسلامية) من خلال المؤسسات المالية الإسلامية الحاوية لأموال الفئة العريضة من الإسلاميين الذين أبَوْا أن تتدنس أموالهم الخاصة بشبهات الربا· وأصبح (نجم المال) ومن خلال المؤسسة المالية الإسلامية يتحرك لصياغة مسار الحركة (من بُعد) وأحيانا من قرب وفق منظورات سياسية واجتماعية لا تلتقي بالضرورة ومقاصد الحركة الإسلامية"·                               انتهى·

�����
   

البطالة لدى الكويتيين:
محمد مساعد الصالح
"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(3):
مسلم صريح
تسليح غيت:
د.مصطفى عباس معرفي
عزوف أطفال وشباب العرب عن القراءة:
يحيى الربيعان
سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (2):
يوسف عزيزي
النفط والاستثمار الأجنبي:
عامر ذياب التميمي
عدم كفاية الأدلة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الأشخاص يموتون.. وتبقى الأوطان:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة الخامسة):
محمد سلمان غانم
حركة أنصار الحرية:
ياسر الحبيب
المعارضة العراقية وظهر الدبابة الأمريكية:
أنور الرشيد
سياسات الملك الراحل:
سعود عبدالله
خطوة أولى على طريق الانفتاح:
فوزية أبل