Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1-7 ذي القعدة 1419هـ - 17-23 فبراير 1999
العدد 1365

سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (2)
يوسف عزيزي
?????

وتمثل الأرستقراطية الدينية، أقلية طبقية نبيلة تشكلت خلال الأعوام العشرين المنصرمة وشرائح من الطبقة الوسطى التجارية -التقليدية وقسم من أصحاب المحال والمهنيين المرتبطين مع البازار·

3 -فئة الديمقراطيين: تعني النظرية الديمقراطية في أبسط معانيها "سلطة الشعب على الشعب" حيث تعتبر هذه النظرية، الإنسان خليفة الله على الأرض حيث خلق حرا ولا ينبغي أن تتحكم عليه أية طبقة اجتماعية وتنظر "الديمقراطية الدينية" كما تسمي نفسها في إيران، إلى الدستور الإيراني من هذا المنظار وتعتقد أن حق السيادة هو مختص لله فقط حيث يفوضها إلى خلقه·

ولا يعتقد الديمقراطيون الدينيون – خلافا للأرستقراطية الدينية -بأية واسطة بين الله وخلقه وهم يبحثون عن شرعية السلطة السياسية بين الرأي  العام الشعبي·

وتنقسم هذه الفئة السياسية إلى تيارات عدة وأهمها:

أ ــ الليبرالية الديمقراطية "الدينية" حيث يدافع هؤلاء عن مبدأ النيابة البرلمانية ويعتبرون البرلمان أهم الأدوات لتطبيق سلطة الشعب ويؤكدون على تفويض سلطة الشعب إلى نواب الشعب وهذا يؤدي إلى ظهور فئة من الصفوة السياسية لا تختلف مع الصفوة الأرستقراطية الحاكمة إلا في أمر واحد هو الرجوع إلى الشعب للحصول على الشرعية، فيما ترى الفئات الأرستقراطية الدينية، الشرعية في ذاتها وليس في خارجها·

ويتألف هذا التيار من مجموعات عدة وفصائل أهمها:

1 ـ "حركة حرية إيران، الذي أسسها المهندس مهدي بازرغان ـ أول رئيس وزراء بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران -عام 1961 ويرأسها حاليا د· إبراهيم يزدي ·

2 ـ حزب كوادر البناء والذي يرأسه حاليا غلام حسين كرباسجي عمدة طهران الموقوف ويضم الحزب وزير الإرشاد د· مهاجراني ومحافظ البنك المركزي نوربخش والنائبة فائزة هاشمي حيث يعتبر أبوها ـ هاشمي رفسنجاني ـ المرشد الروحي لهذا الحزب·

يضاف إلى هاتين المجموعتين، جناح معتدل يتألف من مؤيدي المفكر الديني د· عبدالكريم سروش والذي كانت صحيفتا "جامعة وطوس" المحظورتان منبرا له· ويتمتع هذا الجناح الفكري السياسي وخلافا للمجموعتين السابقتين بمبادىء أيديولوجية تتغذى من النحلة الليبرالية ـ الديمقراطية في العالم ويتأثر بأفكار الفيلسوف النمساوي ـ البريطاني كارل بوبر· وهناك وجه علماني أيضا لليبرالية الديمقراطية يتمثل في "الجبهة الوطنية" التابعة لنهج الزعيم الوطني الراحل د·مصدق وكذلك بعض الدستوريينالإيرانيين، فالليبرالية الديمقراطية في إيران لا تنحصر في إطار نظام حكومي خاص حيث نرى مؤيديها بين الملكيين والجمهوريين وبين "كوادر البناء" في إطار نظام ولاية الفقيه على سواء·

ب ـ فئة الاشتراكيين الديمقراطيين: قد يرى هؤلاء في الديمقراطية المباشرة ـ أي الشورى كما يقولون ـ الديمقراطية الحقيقية وهم يؤكدون على نظام المجالس المحلية أكثر من البرلمان وكان الزعيم الوطني ـ الديني آية الله محمود الطالقاني من المتحمسين  والمدافعين للديمقراطية الشوريّة غير أن هذا النظام لم يطبق حتى الآن بحذافيره في إيران·

وتجد مجموعات من اليسار الإسلامي التحديثي"كحركة المسلمين المناضلين بقيادة د· حبيب الله بيمان وهو من المناضلين المخضرمين ومنظمة جاما "مؤيدي السياسي الراحل كاظم سامي" وبعض الفئات السياسية المشاركة في السلطة الإيرانية أي الفئات اليسارية الإسلامية الحديثة مثل جبهة المشاركة الإسلامية الإيرانية برئاسة د· محمد رضا خاتمي أخو الرئيس خاتمي "مكانها في تيار الاشتراكيين الديمقراطيين·

ويصطف الآن في الساحة السياسية الإيرانية تياران رئيسان هما الأوتقراطيون والأرستقراطيون من جهة، ضد ائتلاف الديمقراطيين "الليبراليين والاشتراكيين ـ الديمقراطيين" من جهة أخرى حيث يشكلان قطبي الصراع السياسي الدائر الآن على السلطة في إيران·

وهناك تحليل اجتماعي آخر للقوى السياسية والاجتماعية في إيران يطرحه العالم الاجتماعي والمناضل السياسي د·حبيب الله بيمان حيث يعتقد بوجود ثلاثة تيارات اجتماعية ـ سياسية في إيران هي : أ" التيارات التي تساند وتمثل ـ على حد قوله ـ فئة النبالة الدينية والتجارية ـ السمسرية ·  ب" التيارات التي تساند وتمثل الطبقات الاجتماعية المؤيدة للتنمية الصناعية والتي تعمل لإحياء سلطة العلاقات الرأسمالية الحديثة ، ج" الأجنحة التي تسعى إلى أن تتكىء وتعتمد على الشرائح التحتية في المجتمع حيث تدعي أنها تمثل البورجوازية الصغيرة وحتى نوعا ما العمال والفلاحين وتفضّل تركيز السلطة السياسية والملكية الاقتصادية بيد الحكومة·

وللنائب السابق وأحد رجال الدين المناضلين محمدجواد حجتي كرماني رأي حول "أصحاب الرأي الآخر" في المجتمع الإيراني حيث يصفهم كالتالي: هناك فئات مختلفة تندرج تحت هذا العنوان، منهم المعارض للإسلام، والمسلم بالهوية حيث لا يتقيد كثيرا بشؤون الدين، والمسلم الذي يؤدي فريضة الصلاة فقط، والمسلم الذي يعتقد بالنظام الإسلامي لكنه لا يقبل بمبدأ ولاية الفقيه، والمسلم الذي يقبل بمبدأ ولاية الفقيه لكنه لا يقبل بآية الله الخميني ليكون وليا فقيها، والذي يقبل بولاية الفقيه وآية الله الخميني والمرشد الحالي لكن لهم  انتقادات على بعض الأمور·

أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو أين يقف الرئيس محمد خاتمي من هذا التيارات والاتجاهات السياسية والاجتماعية كافة في إيران؟

سبق أن أعلن الرئيس خاتمي عشية الانتخابات الرئاسية قبل عام ونصف العام أنه ورغم انتمائه إلى فصيل جماعة  رجال الدين المناضلين "مجمع روحانيت مبارز" اليسارية الإسلامية يترشح كشخصية مستقلة ليكون رئيسا لكل الإيرانيين وليس لحزب أو فئة خاصة·

غير أن ذلك لا ينفي وجود اتجاه سياسي يقتنع به الرئيس الإيراني حيث يقربه من هذا أو ذاك من التيارات السياسية الفاعلة في إيران ، وبرأيي إن أقرب حزب سياسي للرئيس خاتمي هو "جبهة المشاركة الإسلامية في إيران" التي يرأسها أخوه محمد رضا خاتمي وتضم العديد من الوزراء والمستشارين للرئيس والمسؤولين في الحكومة، إذ سبق أن ذكرنا عن هذه الجبهة وموقعها في الخريطة السياسية الإيرانية·                                                                                              

انتهى

�����
   

البطالة لدى الكويتيين:
محمد مساعد الصالح
"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(3):
مسلم صريح
تسليح غيت:
د.مصطفى عباس معرفي
عزوف أطفال وشباب العرب عن القراءة:
يحيى الربيعان
سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (2):
يوسف عزيزي
النفط والاستثمار الأجنبي:
عامر ذياب التميمي
عدم كفاية الأدلة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الأشخاص يموتون.. وتبقى الأوطان:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة الخامسة):
محمد سلمان غانم
حركة أنصار الحرية:
ياسر الحبيب
المعارضة العراقية وظهر الدبابة الأمريكية:
أنور الرشيد
سياسات الملك الراحل:
سعود عبدالله
خطوة أولى على طريق الانفتاح:
فوزية أبل