Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1-7 ذي القعدة 1419هـ - 17-23 فبراير 1999
العدد 1365

تناقضات(الحلقة الخامسة)
محمد سلمان غانم

تعاظم الربح المطلق: إذا كانت معدلات الربح تنخفض نتيجة ارتفاع التركيب العضوي لرأس المال، فإن هذا لا يعني إطلاقا أن تهبط كمية الربح المطلقة، بل العكس فمجموع الأرباح على مستوى الاقتصاد ككل تزداد، كما تزداد المواد الأولية والعدد والأجهزة الرأسمالية، كما يزداد عدد العمال وإن كان بمعدل أبطأ، لأن نمو رأس المال المتنامي أقل وتيرة من نمو رأس المال الثابت· ولتوضيح ذلك نورد المثال التالي : إذا أخذ رأس مال اجتماعي قدره 100 مليون دينار يتألف من70 "ثابت" و30 "متنامي" · فإذا فرضنا أنه تضاعف بعد عشر سنوات إلى 200 مليون دينار وزاد تركيبه العضوي فأصبح 160" ثابت" و40 "متنامي" "160ث + 40 م"· فإذا كان معدل السحت 100 في المئة بلغ مجموع الأرباح في الحالة الأولى 30 مليون دينار، وفي الحالة الثانية 40 مليون دينار، وهبط معدل الربح من 30 في المئة إلى 20 في المئة· وهكذا ، فمع ارتفاع التركيب العضوي لرأس المال تزداد كتلة الربح المطلقة، وإن كان معدل الربح ينخفض في الوقت نفسه· هذا على مستوى التحليل النظري، أما في الواقع الفعلي فإن هناك جملة من العوامل تحد من انخفاض معدل الربح وتجعله مجرد ميل·

وفي جميع الأحوال فإن الميل إلى الهبوط لايصل إلى درجة أو نسبة الزيادة في التركيب العضوي لرأس المال الاجتماعي·· وعلى كل حال فنحن لا ننكر الاتجاه العام للتقليل من رأس المال المتنامي "العمل" وأثره على إنتاج فضل القيمة ،وعلاقته في هبوط معدل الربح، إلا أن الرأسماليين مجبرون، تحت ضغط المزاحمة على رفع إنتاجية العمل، وتحسين الفن الإنتاجي، أي تطوير القوى المنتجة إلى أقصى الحدود·

ومن جهة أخرى، فإن زيادة تركيبة  رأس المال العضوية، إذ تؤدي إلى هبوط معدل الربح، قد تزيد في حالات معينة معدل السحت ويتضح ذلك من المثال المبين بالجدول·

كما قد لا تتحقق كتلة السحت بقدر كاف من السرعة في قطاع التداول ويتأخر زمن تحويلها إلى نقد ولكن زيادة زمن دوران  رأس المال تخفض معدل الربح·

ومن العوامل التي تعيق هبوط معدل الربح هو رفع درجة الاستثمار الطبقي عن طريق زيادة ساعات العمل وزيادة شدة العمل، كذلك قد يلجأ الرأسمالي إلى تحديد مستوى منخفض للأجور إلى أقل من قيمة القوت "قيمة قوة العمل"· فمع ارتفاع البنية العضوية لرأس مال الاجتماعي، يخرج أو يطرد عدد من العمال لينضموا إلى صفوف العطالة، وبالتالي يزيد من فيض السكان النسبي·

ومن الأسباب الأخرى التي تحول دون ميل معدل الربح إلى الهبوط هو انخفاض أسعار التجهيزات الإنتاجية والمواد الأولية والمساعدة ·· إلخ· والاستحواذ على مواد العالم الثالث بأسعار بخسة، كما أن المجمعات الصناعية الكبيرة والشركات المساهمة العملاقة تؤمن لها مواقع وامتيازات في مواجهة رؤوس الأموال الصغيرة وتفرض الأسعار التي تناسبها في السوق·

ومع ذلك فإن  العلاقة بين زيادة بنية رأس المال العضوية وميل معدل الربح للانخفاض  حقيقة قائمة، وتقود إلى تفاقم التناقضات الرأسمالية، وتعمق الصراع الطبقي، وتثبت الطابع المؤقت لسيادة الملكية الخاصة، والأفق التاريخي المحدود للنظام الرأسمالي·

إن ميل معدل الربح للهبوط يعكس  التناقض المزري بين الطابع الاجتماعي للإنتاج وبين شكل الحيازة الخاصة لرأس المال بين القوى المنتجة التي تحمل إمكانات واسعة وبين العلاقات الإنتاجية الملاكية الرادعة لتطور القوى المنتجة، إنه يعكس الصراع بين هدف الإنتاج الرأسمالي، وبين وسائل تحقيق هذا الهدف·· وهذا هو التناقض المقصود·

يقول العلماء السوفييت: إن انتاج فضل القيمة، أي إنتاج رأس المال المتنامي بذاته كهدف ودافع محرك للإنتاج الرأسمالي، يدخل في نزاع الواسطة التي يحدث بالاعتماد عليها هذا التنامي بذاته، أي مع زيادة إنتاجية العمل خاصة، مع تطوير القوى الإنتاجية الاجتماعية ·· إن زيادة انتاجية العمل، إذ تزيد كميات الاستعمالية تخفض في الوقت ذاته قيمة عناصر رأس المال الإنتاجي من آلات ومواد أولية ومحروقات ··· إلخ· وهو أمر يؤدي إلى هبوط قيمة رأس المالي القائم· إن تنامي رأس المال الذاتي،  عن طريق زيادة انتاجية العمل، يقلل من قيمة  رأس المال العامل في الإنتاج·

ويقول نيكيتين: إن ميل معدل الربح إلى الهبوط يؤزم التناقضات الرأسمالية إلى حد كبير جدا· فالتناقض يتفاقم بين البروليتاريا والبرجوازية، إذ إن البرجوازية حرصا منها على الحيلولة دون هبوط معدل الأرباح، تشدد استثمار الطبقة العاملة كذلك تستغل التناقضات داخل معسكر الرأسماليين، إذ يندفعون مع رساميلهم إلى الفروع الصناعية، التي تعطي معدلا أعلى للربح· وهذا ما يؤول إلى مزاحمة ضاربة بين الرأسماليين وفي آخر المطاف إلى خراب بعضهم وإثراء بعضهم الآخر ·

وتعمل التجارة الخارجية على إعاقة ميل معدل الربح إلى الهبوط عن طريق توفير وسائل إنتاج ،ووسائل استهلاك رخيصة نسبيا·

وتستفيد من حقيقة أن قيمة السلع في البلدان المتطورة أخفض من قيمتها في البلدان النامية، وهذا يعني أن البلد المتطور يستطيع بيع منتجاته بأسعار تفوق قيمتها يعني: ربح أعلى، كما أن رؤوس الأموال المستثمرة في البلدان المتأخرة تعطي معدل ربح أكبر مما هو في البلدان المتطورة بسبب تأخر البنية التكنيكية، ورخص اليد العاملة·

إن ميل معدل الربح إلى الهبوط يعني أن الرأسمالية مرحلة تاريخية مآلها إلى الزوال·

انتهى

�����
   

البطالة لدى الكويتيين:
محمد مساعد الصالح
"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(3):
مسلم صريح
تسليح غيت:
د.مصطفى عباس معرفي
عزوف أطفال وشباب العرب عن القراءة:
يحيى الربيعان
سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (2):
يوسف عزيزي
النفط والاستثمار الأجنبي:
عامر ذياب التميمي
عدم كفاية الأدلة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الأشخاص يموتون.. وتبقى الأوطان:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة الخامسة):
محمد سلمان غانم
حركة أنصار الحرية:
ياسر الحبيب
المعارضة العراقية وظهر الدبابة الأمريكية:
أنور الرشيد
سياسات الملك الراحل:
سعود عبدالله
خطوة أولى على طريق الانفتاح:
فوزية أبل