Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24-30 شوال 1419هـ - 10-16 فبراير 1999
العدد 1364

سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (1)
يوسف عزيزي
?????

أدى قيام الثورة الإيرانية في فبراير 1979 إلى تحول أساسي في ميزان القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة على الساحة الإيرانية وفيما كان حزب شمولي شاهنشاهي واحد يحكم إيران في عهد الشاه وهو حزب "رستاخيز" أي البعث، كانت هناك فصائل عدة سياسية معارضة ومسلحة وغير مسلحة تناضل ضده بأشكال مختلفة غير أن المعادلة قد تغيرت بعد سقوط الملكية والملك من العرش الإيراني·

وتضم الخارطة السياسية الإيرانية حاليا ألوان الطيف كافة حيث يحاول كل تيار وجناح سياسي الاستيلاء على السلطة أو الحصول على حصة منها· ومعظم هذه التيارات والقوى تعمل على الساحة السياسية في الداخل والبعض منها يقيم في الخارج·

ويصنف بعض علماء الاجتماع، الأجنحة والتيارات السياسية الإيرانية الفاعلة إلى ثلاثة صنوف هي : 1ـ الأوتقراطيون 2ـ الارستقراطيون3ـ الديمقراطيون·

وتعتقد التيارات الأوتقراطية أن السلطة ينبغي أن تنحصر بيد فرد واحد بشكل مباشر أو غير مباشر وهذا حق إلهي يمكن أن يفوضه الله إلى فرد خاص وأنه ينشأ من شخصية كاريزمية غير دينية ومرجع الشرعية للحاكم في هذه الحالة هي ذاته فحسب، وحتى في الفلسفة الدينية التي يعتبر فيها الحاكم خليفة الله والرسول على الأرض لايمكن البحث عن آلية مستقلة عن هذا الحاكم لإثبات شرعيته·

ويستند الأوتقراطيون إلى الآية القرآنية "واطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم··" حيث يفسرونها بصورة تتطابق مع تصوراتهم الأوتقراطية·

ومن المصطلحات الكثيرة الاستخدام في أدبيات هؤلاء "الذوبان في الولاية" وهذا يعني أنهم وحيال صاحب الولاية أو ولي الفقيه لايملكون أي حق لإبراز وجودهم ورأيهم ويحاولون الاستحالة في وجوده· إن أفضل تعبير عن هذه التبعية المطلقة والتي يتبناها هؤلاء ما كتبته صحيفة "شلمجة" الأصولية قبل مدة وقالت فيها بالحرف الواحد "إن تبعيتنا لولاية الفقيه لها شكلها الخاص حيث إذا قال الولي إن لون الحليب أسود نراه أسود ولا نشكك في الأمر"

ويوجد في النظام المثالي للأوتقراطيين عامة، قائد أو زعيم ملهم في أعلى سلم السلطة، حيث لم يكن هناك مكان للمؤسسات والواسطة في إدارة البلاد· وحتى إذا أنشئت مثل هذه المؤسسات إثر الظروف التي يمليها التاريخ والوضع الدولي فتكون شكلية بلا لون ولا أصالة وذلك حيال هيبة الزعيم الملهم وسلطته·

وتوجد مجموعات من هذه الفئة الاجتماعية في إطار النظام الإيراني وخارجه وذلك بالرغم من تباين هذه المجموعات وتناقضها في المضمون·

ويشكّل تيار اليمين الديني المتطرف والذي تمثله جماعات متشددة مثل مجموعة "أنصار حزب الله" الإيرانية أحد صنوف هذه الفئة  الاجتماعية والسياسية، كما أن هناك الوجه الآخر للأوتقراطية وهو يتمثل في الفصائل المسلحة المعارضة للنظام والمستقرة في البلدان المجاورة والتي تؤله الفرد القائد·

وتنتمي هذه الفئة أي ـ تيار اليمين الديني اجتماعياـ إلى الشرائح التجارية ـ السمسرية وهي شرائح لها جذور تاريخية في إيران لكنها ترعرعت بعد الثورة وبخاصة في ظروف الحرب العراقية ـ الإيرانية وأصبحت من القطط السمان إثر حصولها على الريع الكبير الناتج عن ظروف الحرب·· وتستخدم هذه الفئات ـ والفئات المتناقضة لها خارج إطار السلطة ـ أساليب غير ديمقراطية بل وعنيفة للوصول إلى أهدافها وهذا ينشأ عن ماهيتها السياسية ـ شبه العسكرية·

2ـ الفئات الأرستقراطية : وتعتقد هذه الفئات بنوع من الحكم الأوليجارشي العائلي أو القبلي أو الطبقي أو إلى حكم ينتمي إلى مجموعة خاصة ومحدودة·

كان حكم العائلة البهلوية والعوائل الأرستقراطية المعدودة المرتبطة به ، حكما أوليجارشيا جليا· وقد تقلص عدد الأنظمة الأوليجارشية بالعالم في القرن العشرين ما عدا بعض الأنظمة الملكية الاستبدادية  أو القبلية القائمة هنا وهناك·

وبعد سقوط الأرستقراطية الملكية وتصفية رموزها في إيران بدأت تظهر إلى الوجود أرستقراطية دينية يشكل نواتها رجال الدين، حيث أخذت تستنفع من الريع السياسي وذلك من خلال موقعها المسيطر في المجتمع·

وقد طرح أحد منظري الأرستقراطية الدينية في إيران نظرية " الجمهور النقي" حيث أراد بذلك أن يميز بين الجماهير العامة والواسعة و"الجمهور النقي" الذي تعتمد عليه هذه الفئة السياسية والتي توصف بالمحافظين في إيران حيث لهؤلاء قراءتهم الخاصة لمبدأ ولاية الفقيه يختلف بعض الشيء عن المتشددين الدينيين ، فإذا كان ولي الفقيه في القراءة الأوتقراطية يتمتع بصلاحيات مطلقة فتشترط ولايته، وفقا للقراءة الأرستقراطية، بإجماع الفقهاء أي مراجع التقليد الكبار، وهو في رأيهم ينبغي أن يتعهد بالحفاظ على المبادىء والمعايير الرسمية للفقه والفقه الرسمي أي الشيعي في البلاد·

ويعتقد هؤلاء أن كل الفقهاء هم خلفاء لله والرسول أي هم الواسطة بين الخلق والخالق ولهم الولاية ـ بالقوة وليس بالفعل ـ على المؤمنين لكن ينبغي اختيار واحد منهم وليا فقيها وذلك للاجتناب من التزاحم في الأمر·

ويؤكد الأرستقراطيون على دور شريحة رجال الدين في إنفاذ ولاية القائد على الناس ويقوم المنظرون لهذه الفئة السياسية بتقديس شريحة رجال الدين أو  " الروحانيون" في إيران·

ويعتبر المحللون "رابطة رجال الدين المجاهدين" ـ جماعة روحانيت مبارز ـ وحزب الجمعيات المؤتلفة الإسلامية والمنظمات المناصرة لها من المدافعين للأرستقراطية الدينية في إيران وتضم رابطة "رجال الدين المجاهدين" شخصيات سياسية مثل ناطق نوري ومهدوي كني وأمامي كاشاني وغيرهم·

ويرى المحللون نظيرا لهذه الاتجاهات الأرستقراطية بين التيارات الملكية وبعض الاتجاهات الشيوعية ولكن بمضمون آخر·

�����
   

مستقبل العراق... نظرة غربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
وفاة الثائر المعارض:
محمد مساعد الصالح
"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(2):
مسلم صريح
راسبوتين:
د.مصطفى عباس معرفي
وجهاً لوجه مع نوابنا:
يحيى الربيعان
سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (1):
يوسف عزيزي
قراءات في المستقبل!:
عامر ذياب التميمي
فضيحة أولمبية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
النضال بالمراسلة!!:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة الرابعة):
محمد سلمان غانم
في مسألة نقل الجلسات:
ياسر الحبيب
الملف العراقي بعد عملية ثعلب الصحراء:
بدر أبل
النفط والمدفع والاتهام:
أنور الرشيد
أخبار... التعليم العالي!!:
فوزية أبل