Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24-30 شوال 1419هـ - 10-16 فبراير 1999
العدد 1364

"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(2)
مسلم صريح

لم تنل عمليات جمع الأموال التي تقوم بها الجماعات الإسلامية المعاصرة حقها من البحث والدراسة، وإذا بدا من المقنع ـ إلى حد كبير ـ مع بدايات عمل تلك الحركات في الأقطار العربية والإسلامية أن عمليات تحصيل الأموال التي تقوم بها كانت تصرف في مخارجها الشرعية الصحيحة أي للفقراء والمساكين واليتامى·· الخ نقول إذا كانت البدايات مقنعة فإن ما يراه المسلم المعاصر اليوم من أعمال تخريبية وإرهابية ومشبوهة تقوم بها الحركات الإسلامية يجعله يضع ألف علامة سؤال على مصير الأموال التي تقوم بجبايتها الحركات الإسلامية من عموم المسلمين فقرائهم وأغنيائهم·

وحتى لا يتشعب الحديث فإننا سنسلط الضوء على علاقة جماعة الإخوان المسلمين بعمليات جمع الأموال كنموذج على تعامل الحركة الإسلامية المعاصرة مع المال خصوصاً أن "الإخوان المسلمين " هي أكبر الجماعات الإسلامية المعاصرة وأكثر تأثيرا وانتشارا·

لقد برع "الإخوان المسلمون" في ابتكار أساليب جديدة في جمع الأموال ولم يألوا جهدا في تغطية تلك الأساليب بالنصوص الشرعية من خلال التعسف في تفسيرها حتى وإن كان التفسير بعيدا عن القواعد الإسلامية الصحيحة، وخير مثال على ذلك ما تقوم به الجماعة في شهر رمضان من كل عام حيث تنتشر اللافتات التي تحث النساء على إخراج زكاة الذهب وتتضمن تلك اللافتات إشارات إلى الأحاديث  النبوية التي تحذّر وتخوّف من كنز الذهب، وتعلم جماعة الإخوان المسلمين أن لبس الذهب للزينة شيء وكنزه وتخزينه شيء آخر، وأن الأحاديث التي تحذّر المسلمين من عدم إخراج زكاة الذهب إنما تخص من يكنزه لا من يتزين به، ولكن مادام مبدأ الجماعة السامي "الغاية تبرر الوسيلة" فليس مهما توعية الناس بالفرق بين ذهب الزينة وذهب الكنز، فالجماعة لا تود أن تفقد مصدرا مهما من مصادر جمع الأموال خصوصاً في شهر رمضان شهر العواطف الإسلامية الجياشة، بل إن الجماعة ذهبت أبعد من ذلك ـ في هذة المسألة كمثال ـ حيث تتعامل بانتقائية شديدة مع الفتاوى حتى وإن كان المفتي من الشيوخ الذين تثق بهم الجماعة وتستخدم فتاواهم في "أحيان كثيرة "، فللشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فتوى تقول: إن ثلاثة من الأئمة الأربعة يرون عدم وجوب زكاة الحلي "ذهباً أو فضة" إذا كان يستعمل للزينة، ويرجح الشيخ القرضاوي هذا الرأي ويرى مع هؤلاء الأئمة عدم جواز إخراج زكاة الحلي·· وتعاني هذه الفتوى من التعتيم الشديد في أوساط جماعة الإخوان المسلمين· وهذا مجرد مثال على الانتهازية التي تمارسها الجماعة حتى ولو كانت على حساب مبادىء الشرع الحنيف !

وليسأل كل منا نفسه هذا السؤال: أين ذهبت الملايين والمليارات التي جمعتها جماعة الإخوان المسلمين في شتى أقطار العالم العربي والإسلامي على مدى أكثر من ستين عاما؟

من السذاجة أن نقبل الآن تبرير "الجماعة" بأن الأموال التي تجمعها تصرف في أوجهها الصحيحة، فلقد دأبت الجماعة على طباعة "بروشورات" أنيقة توزعها على مدار العام وتتضمن بناء مساجد ومدارس وآبار في الدول الأفريقية والآسيوية الفقيرة ·· ونحن نعلم أن تكلفة بناء مدرسة هناك لا تتعدى بضع مئات من الدنانير ، والغريب أن صور المساجد والآبار هي ذاتها التي توزّع منذ أكثر من عشرين سنة ! فأين ذهبت أموال المسلمين إذن؟

يقول الدكتور عبد الله النفيسي في بحثه القيّم الذي نشر في كتاب "الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية ـ أوراق في النقد الذاتي": إن مكتب الإرشاد العام الحالي يقصد (التابع للتنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين) مكون من: 8 من الإخوان المصريين عدا المرشد، وأخ من الكويت وأخ من لبنان، وأخ من الجزائر، وأخ من الأردن، وأخ من سورية·· ومن الطبيعي في تركيبة كهذه أن يصبح الكويتي أمينا للمالية لضمان الدعم المالي للتنظيم الدولي وهو دعم صار أساسيا"·

إذن، أصبح الآن معروفا أين تذهب أموال المسلمين الذين يتبرعون بسخاء لجماعة الإخوان المسلمين بحسن نية·· إنها تذهب إلى قادة الإخوان المسلمين الذين يتحركون بحرية تامة في ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغيرها من الدول من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء العمل، ولماذا يعملون والأموال التي يصبها فرع الكويت في التنظيم الدولي للإخوان وفيرة والحمد لله!

فعلا من السذاجة أن نقتنع بأن جماعة الإخوان المسلمين تأخذ من المسلمين أموالهم "زكاة وصدقة" لتوزعها على فقرائهم، فلم نر أي مشروع تنموي أقاموه في الدول الفقيرة التي يدَّعون أنهم ينشرون عملهم الخيري فيها منذ عشرات السنين وإنما رأينا ماذا حل في أفغانستان عندما انهالت على زعماء الحرب ـ لا على الفقراء ـ الأموال التي جُمعت من مسلمي دول الخليج فكانت النتيجة الآن بلداً يتمزق ولا يعلم إلا الله متى تنتهي محنة شعبه·

�����
   

مستقبل العراق... نظرة غربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
وفاة الثائر المعارض:
محمد مساعد الصالح
"الإخوان المسلمون" وجمع الأموال(2):
مسلم صريح
راسبوتين:
د.مصطفى عباس معرفي
وجهاً لوجه مع نوابنا:
يحيى الربيعان
سوسيولوجية التيارات السياسية الإيرانية بعد ثورة فبراير 79 (1):
يوسف عزيزي
قراءات في المستقبل!:
عامر ذياب التميمي
فضيحة أولمبية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
النضال بالمراسلة!!:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة الرابعة):
محمد سلمان غانم
في مسألة نقل الجلسات:
ياسر الحبيب
الملف العراقي بعد عملية ثعلب الصحراء:
بدر أبل
النفط والمدفع والاتهام:
أنور الرشيد
أخبار... التعليم العالي!!:
فوزية أبل