يبدو أن وفاة الملك حسين وما صاحبها من صخب إعلامي شغلت الناس عن الحديث عن وفاة ثائر معارض مهم هو الكاتب المصري المعروف لطفي الخولي·· فقد عاش الخولي في حي السيدة زينب في القاهرة من أسرة متوسطة والتحق بكلية الحقوق في الإسكندرية ثم انتقل إلى جامعة فؤاد الأول "القاهرة"·· وقد استهواه وهو طالب التنظيم الماركسي·· وعرضّه هذا للكثير من المعاناة فاعتقل مرات عدة وهو طالب في كلية الحقوق وبعد تخرجه حيث اعتقل في العهد الملكي وعهد عبد الناصر والسادات··ونظرا لحرية المعتقد الذي كان يؤمن به المرحوم لطفي الخولي فقد تزوج من ابنة شريكه في مهنة المحاماة "وهي كاثوليكية مارونية"··

كان المرحوم لطفي الخولي حتى السنوات الأخيرة من عمره ثائرا بطبعه·· يقول الحق ولا يخشى لومة لائم ، يدافع بحماس عما يؤمن به ويندفع معارضا الرأي الآخر من دون أن يحسب حساباً لموقف السلطات الحاكمة، ولهذا تعرض للسجن في كل العصور·· وعندما وقّع السادات معاهدة كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني وقف معارضا لهذه الاتفاقية بعناد منقطع النظير·· ولقد شاء أن ينظم معارضته فانضم إلى حزب التجمع الوحدوي الاشتراكي إذ كان أحد مؤسسي هذا الحزب التقدمي·· وخلال العدوان العراقي على الكويت كان للمرحوم لطفي الخولي موقف صريح وواضح في مهاجمة العدوان والدفاع عن حرية الكويت·· ورغم أنه في السنتين الأخيرتين من حياته قد غيّر اتجاهه عندما شارك في ندوة كوبنهاجن في الحوار مع الإسرائيليين عن قناعة خاصة كداعية للسلام إلا أن هذا لايقلل من شأنه من أنه كان مكافحا عنيدا يدافع عما يؤمن به·· صادقا مع نفسه لا يهمه رأي الناس فيه ما دام ما يقوله يؤمن به عن قناعة·· رحم الله الفقيد الذي عاش حياة بطبق قناعاته وأفكاره·