من الملاحظ في السنوات الأخيرة من عمر هذا البلد ظهور عدد من المصطلحات التي تعبر عن الركود والسير على سير متحرك أي الوقوف في المكان نفسه  من دون أن يتقدم البلد قيد أنملة، من هذه المصطلحات الضعف في اتخاذ القرار وحكومة ليست لديها قرار، الحكومة لا تريد أن تتخذ قرارا ما بشأن المشكلة الفلانية وإن تعددت المشاكل وكبرت وتضخمت بفعل مرور سنوات وسنوات من عدم اتخاذ القرار المناسب بشأن تلك المشاكل، ومن يطرح تلك المعضلة التي نمر بها إنما يطرحها على استحياء وعدم تشخيص واقتراح الحلول المناسبة، لا شك أن المشاكل بهذا البلد ليست مشاكل يصعب حلها وهي لا تحتاج الى العديد من الخبراء لدراستها ووضع الحلول لها ولكن مشكلة المشاكل لدينا وبكل تجرد نقولها إن القرار بهذا البلد اتخذ من زمان ولكن العديد من المتابعين والمهتمين لم يستوعبوا هذا القرار، والقرار المتخذ وبشكل غير معلن هو قرار بأن لا يكون هناك أي قرار لحل مشاكل البلد، وقد يستغرب العديد من الناس هذا الطرح ولكن هذا ما نعتقد به وواضح وجلي بالنسبة لي هذا القرار ولدي العديد من الأدلة والإثباتات والشواهد التي تدعم هذا الطرح ومن هذه الأدلة هل هناك أي تفسير منطقي وعلمي لعدم حل مشكلة غير محددي الجنسية؟ لماذا لم يتخذ بهم قرار؟ كما نقول بالكويتي يا خال يا أبو ثنتين أي بعد كل تلك السنين من الدراسات والملفات والمراجعات قولوا لهم إنكم لا تستحقون أو أعطوا من يستحق وكفى الله المؤمنين شر القتال، ناس معلقة على أمل كاذب ومأساتهم تتضخم كل يوم ومع كل إشراقة شمس يشرق لهم هم وألم وأمل، وتخيلوا معي كم هذا الشعور والإحساس مؤذ، هذه نوعية من المشاكل المتخذ بها قرار أن لا يتخذ بهؤلاء قرار، مشكلة الفساد الإداري المستشري بجميع أرجاء الإدارات الحكومية والتي يمثلها ذلك المسؤول أو الموظف الذي كل مؤهلاته أنه يعرف كيف يعطل معاملات البشر بقول مر علينا باكر، وليس كل هذا وإنما يبرز من بين كل العاملين معه، أما القرار هنا هو ترقيته لأنه يفهم التوجه العام ويساير الجماعة ومن هنا يكمن القرار الحقيقي بأن لا يمكن أن تمر معاملة من دون اللجوء الى فلان أو علان لتمريرها علما بأن المعاملة لا تحتاج كل هذا الجهد والتزلف وبوس الخشوم، هذه بعض النوعيات من المشاكل التي تزيد تكلفة حلولها مع مرور الأيام والأشهر والسنوات وبعد هذا كله أليس من حقنا أن نتساءل مع المتسائلين لماذا اتخاذ هذا القرار الذي هو عدم اتخاذ قرار بشأن مجمل مشاكل البلد؟ ولمصلحة من اتخذ هذا القرار؟ وما الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا القرار؟ ومن اتخذ هذا القرار؟ من يقف خلف هذا القرار؟ ما التكلفة الحقيقية لهذا القرار؟ كيف سنتعامل مستقبلا مع تلك المشاكل العالقة منذ ربع قرن نتيجة اتخاذ ذلك القرار؟

أليس من الأجدى أن تطرح هذه الأسئلة على مؤتمر وطني لبحث سبل إنقاذ البلد من هذا القرار؟ كل هذه التساؤلات وغيرها نطلقها علّ وعسى أن تكون انطلاقة لإعادة الوعي لاتخاذ قرار بإلغاء قرار ألا قرار لحل مشاكل البلد·