هل يعيد التاريخ نفسه؟

يجيب العديد من الناس بأن الإجابة نعم، وإن كان البعض يرى بأن الإعادة قد لا تكون متطابقة بالكامل·

من هنا لابد أن نأخذ تكثيف النظام العراقي لقواته جهة الجنوب مأخذ الجد  ونحتاط للأمر·

من خلال تجاربنا مع هذا النظام لايمكن الوثوق به أو الاعتماد على الاتفاقيات التي يوقعها، فهو سرعان ما يغدر بأقرب المقربين إليه· وسواء صدقنا بمقولة إعادة التاريخ لنفسة أم لا، فإن الحذر مطلوب في هذه الظروف بخاصة أن الدول العربية التي قدمت لنا النصيحة عام 90 بعد تكثيف الاستعدادات لمبقلم: عبدالمحسن يوسف جمالواجهة حشود النظام العراقي هي نفسها اليوم تعلن عدم ثقتها فيه· بل وتطالب بمعاقبته وتخليص شعبه منه·

وهذا ما يدعونا إلى مراجعة تقرير "لجنة تقصي الحقائق حول الغزو العراقي لدولة الكويت" والصادر عن مجلس 92 والذي سلط الضوء بوضوح على جوانب القصور والتقصير في الاستعدادات السياسية والعسكرية والأمنية آنذاك، وأعطى نصائح عديدة للحكومة لتجنب  الوقوع في الفخ مرة أخرى ·

ومن غرائب الصدف أن ثلاثة من أعضاء الحكومة السابقة والتي كانت تتولى الأمور قبل الغزو ما زالوا في مناصبهم ذاتها الآن وهم قد يكونون أكثر الناس معرفة بنقص الاستعدادات آنذاك والتي لابد أن تتلافاها الحكومة الحالية·

ومع تغير الظروف الدولية بين عام "90" واليوم، وضعف  الجانب العراقي وتقييده بقرارات  دولية  عدة صارمة، وتحرك المعارضة الشعبية ضده، ومعرفة الحكومات العربية بنواياه العدوانية من جهة وتحصن الكويت بالاتفاقيات الدولية ومساندة المجتمع الدولي لها إلاّ أن ذلك كله لا يمنع من الاعتماد على الذات في الدفاع عن تراب الوطن وحدوده وبالامكانيات التي نستطيع، وذلك يدفعنا إلى مطالبة الحكومة بإعادة قراءة تقرير لجنة التقصي  السالف الذكر والأخذ بالتوصيات التي جاءت فيه ولا بأس من نشرها للرأي العام حتى يكون على بينة  من الأمر، بخاصة أن الحكومة قد منعت نشره في حينه مع أنه جهد ضخم جاء نتيجة لقاءات نيابية مكثفة مع مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين الذين كانوا يتقلدون مناصب رفيعة أثناء فترة الغزو·

فقراءة التقرير والاعتماد على ما جاء فيه وتطبيقه سيصب في النهاية في صالح البلد والدفاع عنه وسيحمينا من تكرار الأخطاء نفسها التي سببت الغزو وكي نكون على استعداد تام إذا ما أعاد التاريخ نفسه·