يحاول البعض الالتفاف على المعارضة السياسية في المجلس واحتواء انتقاداتها للحكومة ومحاسبتها بالاهتمام بالجانب الاقتصادي·
وهم يتصورون بأن طرح القضايا الاقتصادية سيحتوي المعارضة ويحرجها وخصوصاً وأن التنمية الاقتصادية مطلب يريده الجميع على اختلاف مستوياتهم·
وهنا نريد أن نتساءل هل التنمية الاقتصادية مجرد أماني وأفكار أم أنها برنامج عمل يُطرح على مستوى الدولة وتُحاسب الحكومة عليه بعد أن تتوافق مع مجلس الأمة من خلال وضع الملامح العامة لهذه التنمية الاقتصادية وتضع برامج محددة وأوقات لتنفيذها على أن يتابع الناس كل ذلك أولا بأول·
المحاسبة والمراقبة على البرامج الاقتصادية أمر مطلوب ولا يستطيع أن يقوم بهذا الدور إلا المجلس التشريعي، فإذا علمنا أن الحكومة حتى الآن لا تملك برنامجاً واضحاً تريد تطبيقه وما زالت اللجنة المختصة في المجلس تحث الحكومة على وضع هذا البرنامج بالإضافة الى وضع خطة وقتية "قد تكون خمس سنوات" لطرح هذه البرامج وتنفيذها·
لذلك سنسمع مصطلحات وعبارات عدة بين فترة وأخرى تحاول أن تهاجم المعارضة السياسية كأن نسميها مثلا "أعداء النجاح" وأن المجلس هو ضد التجار والتجارة، ونريد أن نذكر هؤلاء بأن الدول التي زارها سمو رئيس الحكومة والوفد المرافق له هي حكومات ذات استقرار سياسي، بل أن الصين يدار اقتصادها من خلال فكر سياسي محدد ومراقب بدقة، وكذلك الحال في بقية الدول، لذلك علينا إذا أردنا الاهتمام بالاقتصاد أن نسعى للنمو السياسي أولا· |