| الاعتقالات التي تمت الأسبوع الماضي لمجموعة مكونة من اثني عشر شخصاً يقودهم عسكري متعصب تنبئ بمخاطر جمة، فكيف استطاع هذا العسكري أن يظل في القوات المسلحة وهو يحمل فكر بن لادن الذي يدعو إلى ما يدعو إليه؟ علماً بأن الكويت - في هذه المرحلة - منغمسة في تحالفات دولية وفي دعم التواجد الأميركي البريطاني في العراق فضلاً عن دعم حكومة علاوي الموقتة كي تبقى على أرجلها·
كان من المطلوب الانتباه منذ مدة طويلة إلى هذه العناصر وبالذات ممن ينتمون إلى المؤسسات العسكرية والذين يقع تحت أيديهم السلاح، فالخوف أن تنتقل عدوى ما يحدث في الساحة العراقية إلى الكويت، وهذا ما يظهره التحقيق الذي تنشره الصحف هذه الأيام، وهذا ما أظهره هجوم فيلكا في بداية الأزمة، والهجوم على الأرتال العسكرية فيما بعد·
ثم إن هؤلاء المحرضين الذين يملأون مساجد الكويت والذين يدعون للجهاد في "إمارة الفلوجة" كانوا وما زالوا يمرحون ويسرحون بحرية ودون رقيب من السلطة· فإذا كان مقبولاً أن هؤلاء يعطون الحرية سابقاً في التحريض، فإنه لم يعد مقبولاً ذلك خاصة أن عملية التحريض تلك يترافق معها استقطاب عناصر وإرسالها لجبهات القتال في الفلوجة والرمادي وأماكن أخرى· وليت تلك العناصر من الراشدين الذين يمتلكون القدرة على اتخاذ القرار السليم الراشد، بل رأينا أن ثلاثة أفراد من هذه المجموعة الاثني عشر هم قُصّر غرر بهم، وحينما ذهبوا إلى الفلوجة طلب منهم "المجاهدون" هناك القيام بعمليات انتحارية!!
ولعل تطورات الأسبوع الماضي تحمل مخاطر جديدة حيث أقدمت جماعة متطرفة في العراق على اختطاف سبعة من سائقي إحدى شركات النقل التي تعمل بين العراق والكويت، ولا يمكن استبعاد أن يخطف مواطنون كويتيون - كما جرى سابقاً - وبالتالي لا بد من الاهتمام بما يجرى في الداخل الكويتي بتفاعل بعض فئاته بما يجرى على أرض العراق· ولا شك أن المرحلة المقبلة مرحلة صعبة، حيث عرف الإرهابيون في العراق أن من وسائل الضغط هي أخذ الرهائن والمساومة عليهم، وقد يكون نجاحهم مع الرهينة الفلبيني دافعاً للمزيد من تلك الأعمال·
فترة عصيبة سنمر بها ويمر بها الشعب العراقي وامتحان صعب يواجهنا لكن النصر سيكون حليف تلك القوى التي لا ترضى إلا بعراق ديمقراطي اتحادي تعددي متعاون مع جيرانه·
ملاحظة: ليعذرني القراء الكرام بالتوقف قليلاً لالتقاط الأنفاس في هذا الصيف اللاهب على أمل المعاودة ثانية في منتصف سبتمبر القادم بإذن الله·
alyusefi@taleea.com |
