| في ذروة الممارسات الإرهابية الصهيونية في فلسطين والتي دمرت الأخضر واليابس، وعاثت في الأرض المقدسة فساداً، يتساءل المرء والألم يتعصر قلبه·
لماذا أضحى الدم الفلسطيني بلا ثمن في سوق النخاسة العالمية؟!!
وأين ذهبت كرامة الأمة العربية عندما تشاهد أرضها ومقدساتها تستباح؟!!
ومتى ينهض الشارع العربي من غفوته المفروضة عليه في أغلب الأوقات قسراً ليقف وقفة الرجال بوجه هذا الإرهاب الوقح؟!!
وكيف لنا أن نطمئن لراعي عملية السلام، وهو المسؤول عن كل هذه الممارسات الإجرامية في فلسطين حيث يتكفل بتوفير الحماية الدولية اللازمة لدولة إسرائيل؟!!
إن الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، ربما لم تكن الأعنف في المواجهات الدائرة منذ اندلاع الإنتفاضة، وربما مرت مرور الكرام عندما سمع عنها الكثير من أبناء الأمة، بل الأصح أن الآلاف لم يسمعوا عنها، ربما لأن المسؤولين عن إعلامنا العربي قللوا من أهميتها ولم يعطوها حقها، باستثناء قناة العرب والمسلمين، قناة المنار اللبنانية، التي جعلت نهجها منذ البداية بعيدا عن الصراعات العربية العقيمة، والاختلافات في وجهات النظر، لتكون قضية فلسطين وتحرير الأرض والمقدسات أولوياتها·
لقد قامت قوات الإحتلال منذ أيام بارتكاب جريمة بشعة، يقشعر لها البدن عندما اقتحمت مدينة خان يونس وهدمت 25 منزلاً من بينها منزل كان يقطن فيه الشهيد "إبراهيم خلف الله"·
والشهيد، رجل في السبعين من عمره، مقعد وعاجز عن الحركة، حيث قامت قوات الإحتلال بهدم منزله عليه فسقط شهيداً لتستمر قافلة الشهداء·
وقال شهود عيان على الجريمة أنهم أبلغوا سائق الجرافة العسكرية بوجود العجوز في الداخل، ولكن التعليمات من الضابط المسؤول شددت على أن يتم تدمير المنزل والمنازل المجاورة ومنع السكان من إخراج العجوز المقعد أو حتى حاجياتهم الثمينة·
هذه الجريمة تضاف إلى السجل الأسود للحركة الصهيونية وكل من يقف ورائها·
وختاماً·· هناك سؤال بريء يطرح نفسه، ماذا لو أن هذا العجوز الذي استشهد كان صهيونياً أو غربياً؟ !! فماذا ستكون النتيجة؟ وهل سيمر الأمر مرور الكرام؟·
الإجابة لدى الضمير العالمي إذا بقيت فيه ذرة كرامة·
abdullah.m@taleea.com |
