رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رجب 1425هـ - 1 سبتمبر 2004
العدد 1643

عورني قلبي من الحكومة العنصرية
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
almelhem@taleea.com

يقول أحد الكويتيين في رسالة بعثها لي: "والدي في حالة صحية سيئة جدا فقد قرر الأطباء حاجته الماسة لعملية قلب مفتوح وتبديل صمامين وهو يرقد في المستشفى الصدري منذ شهرين من دون أي تطور، وكلما طالبنا بإرساله للعلاج في الخارج قالوا بأن علاجه موجود في الكويت، ومستشفياتنا متقدمة وبناء على هذا الكلام التزمنا الصمت على آلام قلب والدنا وآلام قلبنا المتحسرة على وضعه الصحي وفجأة تحدث المصيبة التي هزت قلوبنا وزادتها ألما، حيث تعرض أحد القياديين في الدولة لأزمة صحية وفي اليوم التالي غادر البلاد على نفقة وزارة الصحة للعلاج بالخارج، وهنا أصبت بالذهول والصدمة فما أحل لهذا القيادي حرم على والدنا، ومن هنا كانت تساؤلاتي الكثيرة التي لم أجد لها جوابا، لماذا تصر الحكومة على كسر الدستور الكويتي الذي ينص على تساوي المواطنين في الحقوق والواجبات؟ ولماذا يميز مواطن مريض عن مواطن مريض؟ وهل قلب القيادي أهم من قلب المواطن؟ ولماذا لم يوفر العلاج للقيادي في المستشفيات الكويتية؟ ولماذا لم يسلك القيادي مسلك المواطنين في طلب إجراءات العلاج في الخارج؟ وهل هناك قلب أحمر وقلب أخضر؟ هل ترغب الحكومة في خلق مواطنين ناقمين على مواطنين آخرين؟ ماذا لو توفي والدي في الكويت وواريته الثرى في مقبرة الصليبيخات في نفس يوم عودة القيادي من رحلة العلاج واستقباله في قاعة التشريفات في مطار الكويت ماذا سيكون حالي حينها؟

 

رد الكاتب على الرسالة:

 

لقد أيقنت تماما بأن المواطنين نوعان هما البسطاء والمتنفذون ويمكنكم تمييزهم بالعلامات التالية: البسطاء هم الأشخاص الذين إذا مرضوا ذهبوا واصطفوا بالساعات في عيادات الحكومة ومستشفياتها وهم الأشخاص الذين يستمر مرضهم لأشهر طويلة من دون علاج ناجح، أما المتنفذون فهم أولئك الأشخاص الذين إذا أصابتهم "النشلة" اضطروا للسفر الى لندن لمسح أنوفهم بالكلينكس الإنجليزي على حساب الحكومة·

البسطاء هم الذين إذا تخرج أبناؤهم من الثانوية العامة بنسب متدنية أدخلوهم الكليات التطبيقية والمهنية أما أبناء المتنفذون فإنهم يدخلون الكليات العسكرية أو يبتعثون على حساب الدولة للدراسة في "جورج تاون"·

البسطاء هم أولئك الأشخاص الذين إذا أرادوا فتح باب رزق لهم عبر التجارة الصغيرة فإن وزارة الشؤون والداخلية والإطفاء والبلدية تكون لهم بالمرصاد وتذويقهم الويل، فكل ما هو مسموح يصبح ممنوعا، أما المتنفذين فإن أجهزة الدولة كلها تستقبلهم بموسيقى الجاز والكلاسيك وتزيح الطوابير عنهم وتنظف أعقاب السجائر من أمام طريقهم وتفرش لهم الأرض بالورود·

فإذا كنت من البسطاء فعوار قلبك لك أنت وعليك تحمّله وأما إذا كنت من المتنفذين فإن جسدك سيصبح ملكا للدولة، وإذا اشتكى منه عضو تداعت له الدولة بالسهر والحمى·

almelhem@taleea.com

�����
   

لجنة حقوق الإنسان:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
إلى سمو رئيس مجلس الوزراء·· من القلب:
د·أحمد سامي المنيس
حكاية التكنولوجيا وثورتها(2):
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
عورني قلبي من الحكومة العنصرية:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
أعداء حقوق الإنسان:
فهد راشد المطيري
ثقافة أزمات!:
عامر ذياب التميمي
همسة في آذان السامعين··:
مسعود راشد العميري
المستفيدون من جولة الشيخ صباح:
عبدالله بو عجيم
الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ويوم التهاني:
فيصل العلاطي
الى دعاة "الواقعية":
عبدالله عيسى الموسوي
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!:
يحيى علامو
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!:
حميد المالكي
الشعب الأمريكي بين الجهل والتجهيل:
رضي السماك