رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رجب 1425هـ - 1 سبتمبر 2004
العدد 1643

هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!
يحيى علامو

الرياضة حضارة وجسر تواصل بين الشعوب وأرضية خصبة لإنبات السلوك القويم والمساحة الواسعة لتلاقي الثقافات وتذليل الفوارق بين الأمم والمكان الأرحب للتنافس الشريف بعيدا عن أية حسابات غير إنسانية·

السياسة أكاديميا هي فن حكم المجتمعات، وشعبيا هي فن خداع الشعوب، والفرق بين المفهومين هو الفرق بين ثقافات الشعوب·· فهناك من النظم من اقترب من المفهوم الأول وحقق مصلحة ما لمجتمعه، وهنالك أنظمة قد تبنت المفهوم الثاني وحققت مكاسب عدة وعلى حساب شعوبها وفي الحالتين كان هناك تجاوز للإنسان وقد وصل الى حد الإلغاء بالمفهوم الثاني ولكن في النتيجة عجزت السياسة بكل أطيافها عن الارتقاء بمفهومها الى حد إزالة الحواجز بين الأمم لتنعم البشرية بالحب والأمان طالما أن الخالق واحد·

الدورات والبطولات الرياضية في العالم ما هي إلا فرصة للتقارب والتعارف بين البشر بعيدا عن التمييز والتفرقة وكم كان المنظر جميلا وراقيا ونحن نرى شعوب الأرض تلتقي بالدورة الأولمبية بأثينا من دون حساب لأية فوارق مادية أو معنوية وبعيدا عن أية حسابات سياسية ولا أدل على ذلك من ذلك المشهد الكوري وهو يحتضن الشطرين الجنوبي والشمالي بوفد واحد بعدما عجزت السياسة وبكل بلاغتها على جمعهما بسبب عمق خلافاتهما الأيدولوجية والتي وصلت الى حد التهديد النووي، ولكنها الرياضة هذه الأم الرؤوم والتي لا تعرف سوى الحب والأخلاق رابطا بين أبنائها، استطاعت الجمع بين الكل ولو قدر لها أن تلعب دورا ما في السياسة لكانت فاعليتها أكثر من كل المنظمات والهيئات الدولية في الربط وفض النزاعات لأنها وللأسف أصبحت هذه المنظمات ألعوبة بيد الأقوياء وعلى حساب الشعوب، ولا أظن أن أية جهة مهما عظم شأنها أن تجمع كل هذا الخليط البشري لهدف غير مادي·

على الرغم من الحب الجارف للرياضة ومن كل شعوب الأرض وعلى الرغم من أنها الأكثر قربا الى النفس البشرية، وعلى الرغم من شعبيتها الهائلة والتي فاقت شعبية سياسيّ الأرض مجتمعين إلا أنها هامشية الحضور والتأثير في القرار السياسي بل على العكس وظفت أبشع توظيف من قبل الدول مجتمعة، فمنهم من وظفها ماديا وجعلها وسيلة للكسب والاستثمار ومنهم من وظفها سياسيا وجعلها وسيلة لتفريغ الاحتقان من سياساتهم المتعثرة والتي أوصلت الوطن الى الانهيار ولتفريغ طاقة الشباب لأنها الفئة الأكثر حيوية والأكثر خطورة على مستقبل النظم وكلما اشتد الرفض شعبيا ازداد الاهتمام رياضيا، ولكن على الرغم من الإنفاق الكبير عليها إلا أن نتائجها لا تختلف كثيرا عن الناتج القومي·· فالكل في التعثر سواء·

الروح الرياضية هي قيمة أخلاقية تهدف الى تهذيب النفس وتنقيتها من كل الرواسب الاجتماعية والمادية لكي تصبح الخصومة عندها احتراما والخسارة قبولا والتفوق بذلا وعطاء بعكس الخصومات السياسية والتي عادة ما تؤدي الى المسح والإلغاء··· وما أحوجنا الى هذه السلوكيات في حياتنا اليومية وأيضا ما أحوج ساستنا وبعض نخبنا المثقفة إليها·· ربما تقربهم من الشعوب وتجعلهم أكثر صدقا وشفافية وربما تبدل هرمون الإلغاء لديهم بهرمون التعدد واحترام الرأي حتى يصبح الوطن أكثر أمنا وتقدما·

�����
   
�������   ������ �����
الخيار الديمقراطي بين الرغبة والانتقام
في زحمة الصخب والضجيج تعتكف الحكمة... وتضيع الحقيقة
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح
الدستور الأوسطي الجديد
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية
الانتخابات العراقية والديمقراطية الغائبة
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة
القبول مقدمة مهمة للحوار
كابوسان أحلاهما مرّ
هل استبدال المفاهيم مقدمة لاستبدال الثقافة؟!
الفساد والمناعة الوطنية
الحرية والمناعة الوطنية
لماذا العرب وحدهم يتراجعون اقتصاديا؟!
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!
درس في المواطنة يستحق رفع القبعة
نظرة موضوعية الى ثورة يوليو
الصدَّامية والصدَّاميون
هل هي أزمة نظم أم أزمة مصطلح؟!
  Next Page

لجنة حقوق الإنسان:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
إلى سمو رئيس مجلس الوزراء·· من القلب:
د·أحمد سامي المنيس
حكاية التكنولوجيا وثورتها(2):
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
عورني قلبي من الحكومة العنصرية:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
أعداء حقوق الإنسان:
فهد راشد المطيري
ثقافة أزمات!:
عامر ذياب التميمي
همسة في آذان السامعين··:
مسعود راشد العميري
المستفيدون من جولة الشيخ صباح:
عبدالله بو عجيم
الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ويوم التهاني:
فيصل العلاطي
الى دعاة "الواقعية":
عبدالله عيسى الموسوي
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!:
يحيى علامو
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!:
حميد المالكي
الشعب الأمريكي بين الجهل والتجهيل:
رضي السماك