رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 اكتوبر 2006
العدد 1745

زمانان ما بين هدى وليلى
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

قد يكون لم يخطر على بال أولئك الذين رفعوا رايات التحدي والتغيير قبل ثلاثة أو أربعة عقود بين الحلم غير الواقعي، والواقع الذي يبرز كشمس في صحراء الجزيرة العربية، أن الصحراء ستشهد تغيرات عظيمة في مرحلة التحول من البدائية إلى المدن الكبيرة ، من مرحلة تتسم بنسبة المتعلمين من 5% إلى 95%، وهي نسبة لها دلالات كبيرة في عمر شعب هذه الأمة، وهي جزء من الأمة العربية بشكل خاص والأمة الإسلامية بشكل عام · وحين يكون الحديث عن جزيرة العرب،  فإن التاريخ يلعب دوراً في حياة هذه الأمة·

لقد لعبت العديد من القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية دوراً في عملية التحول ، تلك العملية التي أخذت أشكالاً مختلفة، إلا أن هنالك هدفاً واحداً يضم جميع تلك الاتجاهات والرؤى حول المستقبل· فالطبقة التجارية والاقتصادية ظلت تبحث حول الوسائل التي تؤدي إلى التقدم والاستقرار وكانت ولا تزال تؤمن بالتحول نحو دولة المؤسسات والقانون، ووضع الضوابط التي تحفظ للجميع حقوقهم وتؤكد في الوقت نفسه على واجباتهم· ومن المعروف أن النخبة التجارية والاقتصاديةًًً أدركت أهمية التعليم ، فهي التي رأت أن تقدم الأمم والشعوب لا يتم إلا بالقضاء على الجهل والأمية ، وبحكم علاقاتها المصلحية خارج نطاق المنطقة فقد تبلور وعيها السياسي منذ فترات طويلة ، قد تمتد إلى أكثر من قرن من الزمان·

أما الفئة الأخرى فهم الطلاب ، وخاصة بعد ما عمت المدارس في مختلف مدن الجزيرة العربية وهؤلاء هم الشباب ، وهم دائما الذين يدعون إلى التحول والتغيير فهم ديناميك المجتمع وهم أداة التحول وبشتى الطرق والوسائل·

ومن هنا تهتم الدول المتقدمة بالشباب وتفتح أمامهم كل الأبواب فهم في الواقع المستقبل الذي ينطلق من الحاضر· وهذه الفئة هي التي تكون ساحة المعركة لكل القوى الاجتماعية و السياسية والاقتصادية لجذبها إلى هذا الفريق أوذاك ، ولعل تجارب الأمم والشعوب الأخرى تؤكد على هذه الحقيقة والتي مفادها أن التأثير على الشباب هو رأس الحربة في كل المعارك · وهم الذين تكون لديهم الرؤية المستقبلية ، والمعرفة والعلم والاطلاع وتفتح أمام أعينهم وسائل تحقيق الحلم لحياة أفضل·

أما الفئات الأخرى من أفراد المجتمع فقد تكون تابعة للقوى الجديدة، أو تكون في حالة توازن مع ما هو قائم أو بالتالي فقد تكون قوة  "استكايتكية"  ثابتة ، تقاوم التغير وتخاف من التحول· وقد تكون آليات التحليل لديها متداخلة، وهي بذلك لا تختلف عن تلك القوى التي تريد الوصول إلى نهاية الحكاية دون المرور بالمراحل المختلفة، وهذا قد يؤدي إلى خلط الأوراق ، وتداخل كل ألوان الطيف ، وقد يكون من نتائجها تدمير الصورة الجميلة لقوس قزح الجميل والذي يعطيك تدرجاً في الألوان وربما في المراحل·
قد يتسابق البعض في معرفة ماذا يراد بهذا المقال؟! أهي تجليات ذهنية في مرحلة جديدة؟ أم هي عودة إلى الماضي بشكل من الأشكال؟! أم هي محاولة للبحث عن جديد في عالم الكتابة؟!!!
في الواقع هي ردة فعل لخبر بسيط في معناه، إلا أنه عميق وذو جذور تاريخية حول مرحلة من مراحل تطور هذه المنطقة، والتي هي جزء من تاريخ المنطقة، ربما يكون الحدث عادياً ، حينما يكون حول أحد الشخصيات العامة من الرجال ، فهذه المنطقة قد ساهم في تاريخها العديد من الرجال سواء من السياسيين أو الاقتصاديين أو الاجتماعيين ، أو غيرهم من رموز المنطقة سواء كانوا ممن ساهموا في تعزيز الأوطان أو ممن ساهموا في المجالات الاقتصادية أو الإصلاحية ، أو حتى رفعوا رايات التغيير بالثورة !!!  وخاصة في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي· تلك الفترة كانت البدايات للتحول نحو الدول الحديثة وآخر مراحل الاستعمار البريطاني الذي ساهم بشكل مباشر في خلق التوتر واللااستقرار في المنطقة·
لقد شهدت المنطقة تحولات واضحة نحو مرحلة جديدة في ظل أجواء الحرب الباردة أو الصراع على المنطقة  ، إلا أن الرؤية الحكيمة والتي تبحث عن الاستقرار والسلام ،(إضافة إلى عوامل أخرى) ساهمت في الخروج من ذلك المأزق التاريخي · والذي ربما قد كان سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه !!
بعد هذه المقدمة الطويلة التي كان لا بد منها قبل أن ندخل في صلب الموضوع ، أو على رأي إخواننا في مصر ··· "هات من الآخر" أو الإخوة في العراق ···   "تريد الصدق"   والمقصود في كلتا الحالتين هو الدخول في الموضوع من دون مقدمات أو بهارات !!
في العادة يتبادل الأفراد المكالمات الهاتفية في نهاية الأسبوع للاطمئنان على الأهل والأصدقاء وغيرهم ، خاصة أن الإنسان يكون مشغولاً طوال الأسبوع ، إلا أن مكالمة غريبة جاءت من الخارج ، وصوت لم أعد أتذكره، ربما لمرور فترة طويلة لم أسمعه حيث إن مشاغل الحياة اليومية ، وتزايد المسؤوليات سواء الخاصة أو العامة، حالت دون التواصل ·
قالها بصوت أقرب الى البكاء والنواح : لقد رحلت ليلى فخرو !!
لقد قهرها المرض العضال،  مرت لحظة صمت ···· من هذه المرأة التي رحلت إلى رحمة الله ومن تكون ؟؟ · قال لي لقد رحلت هدى سالم؟!!  وهنا تداخلت الأمور بشكل أعمق · رجعت بالذاكرة إلى أربعة عقود من الزمان مضت ولكني لم أتذكر هذا الاسم ! قال أيها الصديق إنها الفتاة التي رفضت حياة الرفاهية وحياة الترف وقررت أن تكون ضمن أولئك الحالمين بحياة أفضل للفقراء · في هذه المنطقة ، تلك الفتاة ذات الجذور التجارية ابنة التاجر "عبد الله فخرو"  والتي تركت الدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت لتلتحق بحلم الإنسان نحو غد أفضل وظلت تعمل من أجل ترسيخ التعليم في عمان، في ذلك الوقت من الزمن، وقد كرم العمانيون فيما بعد تلك المناضلة من أجل حياة سعيدة لإنسان بسيط في ظفار·
من المؤكد أن ليلى أو هدى هي من أوائل النساء في هذه المنطقة التي أكدت أن المرأة لا تختلف عن الرجل في سعيها الدؤوب نحو تأكيد مبدأ المشاركة والعمل من أجل غد  مشرق ·
كانت من القلائل ممن خضن، مرحلة الثورة ، ومن ثم الانخراط في المرحلة الليبرالية من العمل الوطني ، ظلت على طوال أربعة عقود تؤمن أن الإنسان هو الأساس في عملية التطوير، وأن ابنة التاجر وذات الحياة المرفهة يمكن أن تقود عملية قهر الجهل في أكثر المناطق وعورة، وأن الإنسان سواء كان ذكراً أو أنثى هو مبدأ ، وما عدا ذلك فهو لا مكان له في التاريخ ·
 رحم الله ليلى فخرو رئيسة جمعية سيدات الأعمال البحرنية · كانت ولا تزال بنت الأغنياء التي دافعت عن الفقراء ·
أخيرا فإن الإنسان هو ابن البيئة بكل ما تحمله الكلمة من معان إلا أن الزمن هو الذي يحدد · وتبقى ذاكرة الشعوب هي الأقوى بالنسبة لهؤلاء الذين يحفرون أسماءهم في جدار الدماغ بحيث لا تمحى أسماؤهم  عبر التاريخ لأن هؤلاء الذين يصنعون التاريخ ···


 رئيس وحدة الدراسات -البيان
malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

قوس التطرف:
سعاد المعجل
زمانان ما بين هدى وليلى:
د. محمد عبدالله المطوع
الفساد وذاكرة المجتمع:
محمد بو شهري
لاحاجة إلى حوار بين الأديان:
فهد راشد المطيري
ماكو فايدة:
على محمود خاجه
فراش الوزير "وزير":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
نواب الأمة كل وهمّه:
المهندس محمد فهد الظفيري
كارثة الغزو.. كلاكيتزز ثاني مرة:
صلاح الهاشم
سبع سنوات أخرى:
د. محمد حسين اليوسفي
رمضان ومفارقات الزمان:
د. لطيفة النجار
عام الهزيمة والإحباط في إسرائيل:
عبدالله عيسى الموسوي
في ما أثاره حارس العقيدة من جدل:
منصور مبارك
كاميرات في حفلات الزفاف:
د. فاطمة البريكي