النائب أيها الإخوة الكرام واجبه أن يكون ممثلا لكل الأمة بكل شرائحها وفئاتها، مطالبا بحقوقهم بشكل مطلق وشمولي دون انتقائية ودون دغدغة مشاعر وابتزاز وتكسب من بعض فئاتها، والإخوة النواب الكرام الذين يطالبون ومنذ دور الانعقاد السابق بإسقاط القروض عن المواطنين خالفهم الصواب من وجهة نظري، فالكثير من الإخوة المواطنين الذين قتروا على أنفسهم ولم يمدوا أيديهم لأي من البنوك من أجل الاقتراض بغرض السفر والسياحة والتجارة وخلافه وقصروا في بعض الجوانب المالية الحياتية على أنفسهم وأسرهم، كل ذلك من أجل عدم اللجوء للاقتراض، برأيي أن الإخوة المطالبين لم يبذلوا حتى القليل من الجهد من أجل دراسة هذا الموضوع بشكل دقيق ومعرفة أسبابه الحقيقية، بل نصبوا أنفسهم بشكل غير مباشر كوكلاء عن البعض ممن أساء التصرف المالي وبما يصب في النهاية في صالح البنوك التجارية، أليس الأجدى أيها الإخوة سن قوانين تقنن عملية الاقتراض وتعالجها وتمنع البنوك التجارية من زيادة سعر الفائدة واستغلال المواطنين وسلب أموالهم بحجة زيادة سعر الفائدة وإعادة جدولة الديون حسب مزاج هذه البنوك، وفيما يحقق لها الربحية على حساب المواطنين، وهدر الأموال العامة من جانب بعض مسؤولي الدولة لا يعني مجاراتها في الاتجاه نفسه ومساومتها بل الأمانة والضمير يملي علينا التقويم والإصلاح·
إنني أيها الإخوة على يقين وقد يشاركني الإخوة النواب الكرام المطالبين بأن الغالبية العظمى من فئة المقترضين ستعاود الكرة مرة أخرى إن أسقطت عنهم قروض البنوك التجارية بل الأدهى والأمر أنه حتى بعض المواطنين الذين لم يقترضوا راودهم الاقتراض لأن هنالك بعض الإيحاءات والجزم من بعض النواب بإسقاط القروض·
ختاما قد يكون هنالك خلفيات أخرى للموضوع لا يعلمها إلا الله وحده ونية كل نائب من الإخوة المطالبين·
* * *
الدوائر الانتخابية ..."مصداقية التكتلات السياسية"
بعد أن تم تقليص عدد الدوائر الانتخابية بما يتوافق جزئيا مع المطالب الشعبية للقضاء على بعض العوامل المساعدة في تفشي الفساد بالمجتمع الكويتي بقيت المراهنة الآن على مصداقية نواب التكتلات السياسية من حيث العمل بما يعزز عملية التغيير للأفضل والسير باتجاه القضاء على كل ما من شأنه تصحيح مسار العملية الديمقراطية بشمولية، وسوف توضع هذه التكتلات بشكل جلي على المحك حين تشكيل القوائم الانتخابية القادمة 2010 وسوف نرى بأم أعيننا ونمتحن جدية هذه التيارات من حيث التشكيل والالتزام بالتصويت دون تمايز، فعلى سبيل المثال هل يمكن أن تنزل قائمة واحدة من مرشحين من مختلف شرائح المجتمع أم لا؟! باعتقادي نجاح العملية مرهون بمصداقية مرشحي هذه التيارات بالدرجة الأولى، نحن بالطبع يجب أن نكون متفائلين ولكن واقع الحال يغاير ذلك والمراقب للعمليات الانتخابية السابقة يعرف هذا الأمر جيدا، وبعض أعضاء التيارات السياسية نجده يطلب بشكل مباشر من قواعده الانتخابية الخاصة التصويت له منفردا (صوت أعور) وآخر يبتز مجاميع معينه من الناخبين ويساومهم وغيره يشتري الذمم·
من وجهة نظري أن المواطن الصالح والواعي عليه دور كبير في المراقبة والمتابعة والتوجيه والإرشاد والتوعية والموضوعية، والمصلحة العامة يجب أن تكون الهدف الأساسي وبما يحقق لجميع شرائح المجتمع هذا الهدف المنشود· |