رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 اكتوبر 2006
العدد 1745

بلا حــــدود
قوس التطرف
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

لم يصمد الحلم البشري بنهاية الصراعات والحروب طويلا· فبعد أن استبشر العديد من المحللين السياسيين والعسكريين خيرا، وتصوروا أن مرحلة جديدة من العلاقات ستسود المجتمع الدولي إثر تفكك الاتحاد السوفييتي، وسقوط أحد قطبي الصراع البارد، ظهرت في الأفق نسخة مطورة للصراع، ودخل المجتمع البشري نفقاً يتجاوز في ظلمته وقتامته، كل ما سبقه، نفقاً تتحكم في مداخله الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبحت اللاعب الوحيد والأقوى في معادلة الصراع البشري، تضع شروطها ومعاييرها في الإشراف على حلبة هذا الصراع، يوجهها في ذلك هاجس الحادي عشر من سبتمبر، الذي أحدث نقطة تحول جذرية وعنيفة في السياسة الأمريكية العسكرية والدفاعية والوقائىة· فكان أن اقتحمت مجاهل أفغانستان وكهوفها، وغاصت حتى أذنيها في مستنقعات العراق ووحولها، وذلك قبل أن تسقط في الفخ اللبناني وشراكه، حجتها في كل تلك المآزق هي حقها في تسديد ضربات استباقية الى كل ما من شأنه أن يشكل خطرا مستقبليا على أمنها ووجودها، وكذلك حصتها في ثروات ومكامن النفط، بالإضافة الى دورها السياسي والعقائدي في حماية الكيان الصهيوني وفقا لرؤية المحافظين الجدد في حكومة الرئيس بوش·

وانطلاقا من استراتيجية الضربات الاستباقية هذه فقد عمدت الولايات المتحدة الى الحجر على حكومة "حماس" المنتخبة، ووفرت دعمها العسكري واللوجستي والإعلامي لإسرائيل في مواجهتها الأخيرة مع "حزب الله"، ووقفت بصلابة ولا تزال في وجه الطموحات النووية الإيرانية· والولايات المتحدة لا تتوانى عن التنويه بحقها المطلق في استباق المخاطر بشن الحملات العسكرية العنيفة لكنها في ذات الوقت ترفض مثل هذا الحق للآخرين، لذلك فهي ترى في دعم إيران لحزب الله في لبنان إرهاباً وخروجاً عن قواعد اللعبة يتعين معه معاقبة إيران ونفيها دولياً·

دعم إيران وسورية "لحزب الله" إذاً سينطلق من الاستراتيجية الاستباقية نفسها التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر، كلا الطرفان يتصارعان خارج حدودهما الجغرافية، وبواسطة وكلاء أو حلفاء· مما ينذر بمستقبل تحكمه المواجهات العسكرية، والصراعات والحروب المفتوحة·

لم ينته التاريخ إذاً مع سقوط الاتحاد السوفييتي وكما تنبأ المفكر الأمريكي ذو الأصل الياباني "فرانسيس فوكوياما، بل هو بدأ مع دعوة السيد "حسن نصر الله" الى الحرب المفتوحة، ومع إعلان السيد "توني بلير" عن ضرورة مواجهة قوس التطرف المتنامي في الشرق الأوسط، بقوس آخر يكون أكثر اعتدالا، لتستمر بذلك مسيرة البشرية العسكرية الحمقاء بقيادة الأقوياء وبأيدي حلفائهم الصغار·

suad.m@taleea.com

�����
   

قوس التطرف:
سعاد المعجل
زمانان ما بين هدى وليلى:
د. محمد عبدالله المطوع
الفساد وذاكرة المجتمع:
محمد بو شهري
لاحاجة إلى حوار بين الأديان:
فهد راشد المطيري
ماكو فايدة:
على محمود خاجه
فراش الوزير "وزير":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
نواب الأمة كل وهمّه:
المهندس محمد فهد الظفيري
كارثة الغزو.. كلاكيتزز ثاني مرة:
صلاح الهاشم
سبع سنوات أخرى:
د. محمد حسين اليوسفي
رمضان ومفارقات الزمان:
د. لطيفة النجار
عام الهزيمة والإحباط في إسرائيل:
عبدالله عيسى الموسوي
في ما أثاره حارس العقيدة من جدل:
منصور مبارك
كاميرات في حفلات الزفاف:
د. فاطمة البريكي