مع صدور هذا العدد تكون الانتخابات الجامعية في مختلف كليات جامعة الكويت قد انتهت، وكما هو واضح إن هناك سيطرة مطلقة للإخوان المسلمين في مختلف كليات الجامعة، فبعد حصول الإخوان المسلمين ممثلين بالقائمة الإئتلافية على مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع الجامعة للمرة الثامنة والعشرين على التوالي، تصدرت هذه القائمة أيضا كليات متعددة في الجامعة كالعلوم والآداب والتربية والعلوم الاجتماعية والهندسة وهي من الكليات الكبرى بأعداد طلبتها، ولم يفلت من قبضة الإخوان سوى كلية العلوم الإدارية التي طالما كانت بعيدة عن التعصب الديني البغيض، وعلى الرغم من ذلك فإن زحف الإخوان للعلوم الإدارية في تقدم مخيف قد يسقطها في قبضتهم في السنوات المقبلة خصوصا بعد التراجع المؤسف لقائمة الوسط الديمقراطي·
والغريب في الأمر أن هذه القائمة التي تحوز سنويا على ما يفوق ثلث أصوات الطلبة الجامعيين، هي قائمة طائفية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، فعلى مر السنوات الثماني والعشرين لم ترشح هذه القائمة أي عضو من المذهب الشيعي للمناصب القيادية على الإطلاق!؟
وهذا ما يعني إما عدم كفاءة الطلبة الكويتيين الشيعة وهذا غير مقبول منطقيا، أو تفرقة القائمة لأبناء الكويت طائفيا، وهذا ما هو مؤكد، ولا تقتصر هذه الممارسة الطائفية البغيضة على قائمة الإخوان المسلمين فحسب بل تحذو حذوها قائمة السلف المسماة بالاتحاد الإسلامي والقائمة الإسلامية وهي قائمة تمثل جزءا من المذهب الشيعي·
وللأسف الشديد فإن القوائم التي لا تنتهج نهج التفرقة الطائفية على أقل تقدير ما زالت غارقة في بحر خلافاتها سواء الخلافات الداخلية او النزاعات بينهم وبين بعضهم، ففي كل عام تردد شعارات كـ "أملها أنتم" و"أنتم من يكمل الإرادة" و"تفاءلوا سنعيدها جميلة" و"ماذا تبقى لنا" وغيرها من الشعارات الرنانة التي لا تحصد بالنهاية سوى الخيبة تلو الأخرى، فهؤلاء يحتفلون سنويا بزيادة أصواتهم بمقدار خمسين أو مئة صوت متناسين أن التيارات الطائفية قد كسرت حاجز الخمسة آلاف صوت وفي ازدياد مستمر·
والغريب حقا أن الأمل ما زال معقودا على أن تعود قيادة الطلبة إلى القوى المدنية في ظل الظروف الراهنة، وأنا أقولها بملء الفم لن تحصلوا على أي قيادة في ظل عنجهيتكم التي ترفض الجلوس على طاولة الحوار والتفاهم على خطوط عريضة للعمل معا والتعاون لإسقاط الإخوان وكل قوى طائفية بغيضة·
قد لا تلقى هذه الكلمات أي قبول خصوصا من القيادات الحالية التي باتت لا تهتم إلا بالحصول على أي إنجاز وحتى إن كان إنجازا ثانويا، ولكن لا بد أن أقول إن ما يحصل حاليا في جامعة الكويت وهذه التفرقة الرهيبة بين أبناء الوطن الواحد وترسيخ العداء الطائفي بينهم لن يولد سوى المآسي والآلام في مستقبل البلد، وسيأتي اليوم الذي نبحث عمن يحررنا من سم الطائفة ومن ثم سم العائلة والقبيلة الذي بات يدس علانية بيننا·
ختاما هي رسالة لأكثر من ستة آلاف طالب وطالبة صوتوا للقوى الطائفية في الجامعة شيعية كانت أم سنية، لقد خذلتم الكويت بتصويتكم لمن يفرقنا ويدمرنا، وتيقنوا بأنكم تقتلون مستقبل الكويت فيما تفعلون·
خارج نطاق التغطية:
أعمى وغيبوبة وحالة وفاة هي مخرجات الدفعة الجديدة لأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، وهذا المؤشر الخطير لما يجري في داخل هذه الأكاديمية يجعلنا نتساءل عما يحدث بالداخل، وهل تخضع التمرينات العسكرية إلى ضوابط بشرية أم لا؟ نتمنى أن يتدخل الوزير شخصيا في فتح تحقيق قبل أن نتلقى ضحايا جدداً من إخواننا الطلبة·
Ali-Khajah.blogspot.com |