كتب محرر شؤون الطاقة:
نفى وزير الطاقة الشيخ علي الجراح الى إحدى الصحف المحلية ما جاء في عددنا السابق حول قيام شركة صينية بطرح مناقصة توريد وتركيب توربينات غازية في محطتي الزور الجنوبية والصبية، مطالباً من لديه ما يثبت طرح تلك المناقصة بتقديمها له·
ومن غير المعروف ما إذا كان الوزير قد اطلع على ما نشرناه قبل تصريحه أم أنه اعتمد على "تقارير" مسؤولي الوزارة حول الموضوع؟ نتساءل لأننا نشرنا صورة ضوئية على الصفحة الأولى لتلك المناقصة كما ورد واضحاً فيها أن الجملة الأولى تنص على أنها (الشركة الصينية): بتفويض من حكومة الكويت ··· تقوم بطرح تلك المناقصة بصفتها مضافاً إليها شركة صينية أخرى كعميل للمناقصة Bidding Agent·
وقد أفادت مصادر مطلعة أن السيد الوزير كان قد حصل على نسخة أرسلت له بالفاكس من قبل أحد الذين عثروا على هذا الكتاب وأنه (الوزير) كان قد أبدى استغرابه من حدوث ذلك، لكنه لم يفعل شيئاً بعد استلامه الفاكس أو بعد أن نشرنا تلك الوثيقة، بل اكتفى بنفي ما لا يمكن نفيه، ونحن على أتم الاستعداد لإرسال نسخة من أوراق المناقصة الى مكتب الوزير إن قام أحد من موظفي المكتب بالاتصال بنا (وهو ما لم يحدث قبل تصريح الوزير)·
الى ذلك علمت "الطليعة" أن الشركة الكورية التي أثير حولها كثير من اللغط عندما تقدمت مع كونسورتيوم بعرض وحيد لتنفيذ محطة الزور الشمالية بمبلغ 850 مليون دينار كويتي، هذه الشركة (منفردة وليس ضمن الكونسورتيوم) تقدمت بعرض منفرد لتأهيل محطة الدوحة!!
وهي المرة الثانية خلال هذا العام التي تقوم هذه الشركة منفردة أو مع مجموعة شركات بتقديم عروض منفردة لتنفيذ مشاريع ضخمة بخاصة أن شركات أخرى محلية وعالمية انسحبت من مناقصة الزور الشمالية بعد أن سعت للحصول عليها خلال السنوات التي كان المشروع مطروحاً فيها·
وتعزو المصادر قيام تلك الشركات المحلية والعالمية بالانسحاب من المنافسة الى معرفتها المسبقة بحظوظ الشركة الكورية في الفوز فيها ما دفعهم ربما (كما تتوقع المصادر) الى "التنسيق" مع صاحبة الحظ الأوفر للانسحاب من المنافسة، وهو ما يمكن أن يفسر تقديم هذه العروض المنفردة·
كما تذكر المصادر أن الشركة الكورية حصلت على العديد من المشاريع خلال السنوات الخمس الماضية وبخاصة عندما اقترنت محلياً بوكيل ذي حظوة وعلاقات وشراكات وقدرة على حسم المنافسات لصالحه· وفي هذا الصدد، تقول المصادر، إن الوكيل المتنفذ له تأثير على بعض الوكلاء المساعدين في الوزارة، مشيرة الى أن أحدهم (الوكلاء) حاول إقناع لجنة قائمة بإصدار توصية لقبول عرض الشركة الكورية المنفرد لمحطة الزور الشمالية·
ويتداول العارفون ببواطن أمور المناقصات في الكويت تفاصيل حول الطرق التي تتمكن فيها الشركات ذات النفوذ من "الفوز" بالمنافسة قبل دخولها، من هذه الوسائل اتفاق "المتنافسين" على رفع أسعارهم بشكل كبير فوق السعر الذي سيقدمه الأوفر حظاً، ما يجعل السعر المقدم من قبله يبدو معقولاً مقارنة بغيره وبالتالي يصبح الفائز لأقل الأسعار رغم أن سعره مبالغ فيه بشكل كبير!!! المنافسون الآخرون يكونون قد وفروا على أنفسهم منافسة خاسرة وربما حصلوا على "تعويض" خارج إطار المنافسة·
أما الطريقة الأخرى فتكون عن طريق إخراج المنافسين تماماً من اللعبة ليكون عرض صاحب الحظ الأوفر وحيداً وباستخدام حجة الوضع والمشاكل وعدم الرغبة بتأخير المشاريع وغيرها من المبررات يقبل العرض الوحيد، أما المنافسون الذين خرجوا مبكراً فتكون أمورهم قد ترتبت مع الفائز عن طريق منحهم مناقصات بالباطن أو غيرها من التسويات المعقولة·
