بول هاريس ونيدتيمكو – نيويورك*:
تناقش توني بلير والرئيس جورج بوش المحاصر (بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية) مطولا عبر الهاتف يوم الجمعة الماضي في كيفية إحداث "تغيير" في سياسة التحالف في العراق، وقد أصر بلير المتوقع أنه قدم مالديه الى فريق دراسة الوضع العراقي الذي عينه بوش يوم الثلاثاء اللاحق، على الحاجة الى تحويل جهود السلام إلى جهود إقليمية وإدخال إيران وسورية اللتين تتهمان بدعم "المتمردين" في أي حل·
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أرسل كبير مستشاري سياسته الخارجية "نيجل شونوالد" الى دمشق في الشهر الماضي لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، في سياق ما قاله بلير قبل فترة من أن على سورية الاختيار بين لعب دور بناء في المجتمع الدولي أو مواصلة دعم الإرهاب، وتجيء التحركات البريطانية في الوقت الذي تغرق فيه أمريكا في تقييم لاستراتيجيتها في العراق، ومديح بوش لوزير دفاعه الجديد بوصفه "عنصر التغيير"·
هذه السرعة التي تحدث الآن بها المتغيرات في السياسة العراقية في العراق أذهلت الكثير من المراقبين، بينما تتوالى ردود أفعال الطبقة السياسية في واشنطن على انتصار الديمقراطيين في الأسبوع الماضي· وقد امتدح بوش في حديثه الإذاعي الأسبوعي يوم أمس (السبت) وزير دفاعه الجديد، رئيس وكالة المخابرات المركزية روبرت جيتس، ووصفه بأنه إداري قادر "سيقدم نظرة مستجدة الى استراتيجيتنا في العراق" وستؤخذ كلمات بوش كأقوى إشارة حتى الآن إلى أن متغيرات كبيرة في السياسة تجاه العراق من المحتمل أن تحدث عاجلا لا آجلا، وسيتحدث بوش ونائبه ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، مع فريق دراسة الوضع العراقي برئاسة جيمس بيكر - وسيشارك بلير في الحديث عبر الأقمار الصناعية·
ويتوقع أن يضع الفريق ما توصل اليه قبل نهاية العام· وقد تسرب أن هذا الاجتماع يعبر عن القناعة بأن تعويذة بوش الدائمة عن "مواصلة المسار" لم يعد من الممكن الدفاع عنها، وينظر الآن الى نوع من جدول انسحاب للقوات العسكرية، مربوط باستقرار سياسي وأمني في العراق بجاذبية أعظم· وهناك سياسة ممكنة أخرى من المتوقع أن يتم استكشاف فرصها تقوم على التعاون مع إيران وسورية·
ولا شك أن انتخابات الأسبوع أظهرت أن الرأي العام الأمريكي تنامى ضجره من النزاع، وأصبح وضع حد للحرب بأسرع ما يمكن هدفا سياسيا طاغيا أمام الجمهوريين في تطلعهم الى سباق الرئاسة نحو البيت الأبيض في العام 2008 وينظر الى إحلال "روبرت جيتس" محل "دونالد رامسفيلد" بوصفه إجراء يمهد الطريق نحو تغييرات واسعة النطاق، فقد عمل قبل اختياره مع فريق بيكر، وهو جزء من تفكيره الجديد·
وقد أشار في خطاب عام له إلى إيمانه بأن استراتيجية الانسحاب على مراحل قد تشهد مغادرة أمريكا للعراق قبل الانتخابات الرئاسية القادمة·
ويقوم البنتاغون أيضا (وزارة الدفاع الأمريكية) في الوقت الذي يبحث فيه فريق بيكر عن استراتيجية جديدة، بفحص للوضع في العراق· فقد تألفت لجنة استطلاع للوضع برئاسة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال "بيتر بيس" في سبتمبر، وقد تقدم بدائل لتوصيات فريق بيكر حين يتم تقديمها في شهر ديسمبر·
وهناك الآن رغبة ضئيلة في الأوساط السياسية الأمريكية بمواصلة محاربة التمرد لتحقيق الاستقرار في العراق، ويعي الجمهوريون أن سقوطهم الأخير في صناديق الاقتراع أو قده إلى حد كبير الشعور المعادي للحرب في العراق·
الأوبزرفر - 12/11/2006