كتبت غادة إسماعيل:
على الرغم من أن مجرد الحديث عن مشاكل العلاج في الخارج يتبادر الى الذهن مباشرة الدور الذي لعبه جهاز خدمة المواطن في تجيير هذه الخدمة الحكومية لصالح مرشحين أو نواب "حبتهم عين الحكومة ومسؤولو العبث في الانتخابات" إلا أن للمشكلة أوجها أخرى تتعلق بالطرق التي تتعامل بها الجهات المقدمة للعلاج في الدول المضيفة وكذلك الأجهزة الحكومية التي تتولى متابعة حالات المرضى ودفع الفواتير في تلك البلدان·
فقد اشتكى عدد كبير من المرضى الذين عولجوا في بعض الدول الأوروبية من الطريقة التي عوملوا بها لدرجة أن بعضهم لديه شك في أن هناك أطرافا تنسق فيما بينها للاستفادة من الأموال "السائبة" التي تدفع بناء على فواتير لم يطلع عليها المريض كي يتأكد من أن ما حوسبت الحكومة عليه قد تم إجراؤه بالفعل، وقال أحد المرضى المتصلين بـ"الطليعة" إنه لا يعرف أية معلومات مؤكدة عن العملية التي أجريت له كما لم يحصل على تقرير طبي من الجهة التي قامت بالعملية للاستعانة به في متابعة العلاج سواء في الكويت أو في أي موقع آخر، وأضاف المريض أنه طالب بالتقارير الى أن يئس تماماً من الحصول على نسخة عنها·
من جانب آخر لا يعرف ما إذا كانت الجهات التي تدفع الفواتير لديها آلية للتحقق من صحة ما يقدم فيها من مبالغ ومدى مطابقتها للخدمات الصحية التي قدمت فعلاً، فكثير من المرضى الذين سألتهم "الطليعة" عن تكلفة علاجهم لايعلمون شيئاً عنها كما لم تعرض عليهم الجهة الباعثة للعلاج تلك الفواتير للتحقق منها·
ويقول بعض المرضى إنهم يشعرون وكأنهم محاطون بأشخاص محددين فقط يقومون بكل شيء بل إن بعضهم أخرج من المستشفى بعد فترة وجيزة من إجراء العملية لينقل الى فندق يراجعه طبيب واحد فقط·
آخرون يقولون إن أطباء قليلين يتابعون أغلب الحالات وربما أجروا هم بأنفسهم عمليات جراحية لأمراض قد تبدو بحاجة الى متخصصين ويصعب تصديق قدرات هؤلاء القلة من الأطباء على التخصص بكل تلك الأمراض، ما أثار الشك لديهم في طبيعة العلاج وقدرة مقدميه وكذلك فيما يمكن أن يذكر في الفواتير وتدفعه الحكومة من دون تدقيق أو آلية لمعرفة صدق تلك الجهات من عدمه·
وطالب عدد من المرضى بتشكيل لجان طبية متخصصة تراجع الفواتير بشكل عشوائي وتسأل المرضى الذين تلقوا العلاج عن طبيعة العلاج الذي حصلوا عليه بالفعل ومقارنته بما ذكر في الفواتير·
كما يرى هؤلاء المرضى أن على هذه اللجنة أن تبحث عن خيوط محتملة يشك هؤلاء المرضى بوجودها بين مسؤولين محليين وبعض المشرفين على التعامل مع المرضى في الدول المقدمة للخدمة·
هذه الشكوك التي بادر بسردها وإعطاء تفاصيل مذهلة عليها عدد من المرضى لا تعني على الإطلاق الشك في كل العاملين في هذا القطاع من مختلف الوزارات، لكنها تعلق الجرس وتدعو الى التحقق منها كي لا تذهب أموال الشعب الى جيوب من لا يستحقها بحجة تقديم خدمات لم تقدم في الأصل·
