يختم مجلس الأمة دور انعقاده بعد أيام قلائل، وهو في وضع يحاكي فيه الحكومة بخط متواز من السلبيات، فالحكومة كما هي عادتها لم تقدم برنامجا متكاملا أو خطة عمل لمشاريعها المستقبلية متناسقة مع التطورات التي يشهدها العالم في كل مجال، إن ما تقدمه هو عبارة عن محاور لخطاب مصاغ إنشائيا وآمالا لحزب ينوي أن يخوض الانتخابات وهي "لخبطة" أدمنتها الحكومة على ما يبدو؟
هذه "اللخبطة" لا تقل سوءا في الأداء والإرباك الذي يعيشه أعضاء مجلس الأمة، فالمجلس ومنذ بداية دور الانعقاد أشعرنا بأنه يسير في بحر بلا ربان وبلا أجندة عمل أو حتى إطار تنسيقي يلتف حوله الأعضاء والكتل التي نلمس منها تفاعلا في خارجه وتناطحا بالداخل، وكأن توزيع اللجان والحرص على "المريسات" فيها، هو الشاغل الذي كان ينتظره المواطنون من نوابهم، وبلا أدنى ريب يمكن تحميل منصة الرئاسة جزءا كبيرا من ضعف الأداء· وتمادي بعض النواب في عدم احترام هيبة السلطة التشريعية أمر لا يجب التساهل فيه أو السكوت عنه، فهناك من يريد توهين هذه المؤسسة عن سبق إصرار وترصد وبأسلوب قد يخفى على من لا يتابع نوابا لهم باع بممارسة مثل هذه الأحابيل، حتى يستاء المواطنون من مؤسسات الدولة بالعموم، فيمهد هذا الاستياء للعودة إلى حيث بدأنا مجتمع ما قبل الدولة الحديثة، حاشية وحشم وخدم و"معازيب" وفوارق طبقية وتشققات في جدار الوحدة الوطنية وصفائها، نكرر ونشارك أكثر من رأي مكتوب ومسموع أن التسيب الحاصل الآن في جلسات المجلس وبمتابعتنا لعدة جلسات مهمة وماسة للمصلحة العامة لا نجد من الحكومة إلا مزيدا من العنت والضحك والتسويف يشاركها أعضاء أقسموا على إفساد الذوق السياسي والعمل البرلماني، فقد أمست مصلحة الوطن والمواطنين تقلبها أكف المساومات وألسن المناورات، وصف الحروف في الخطب الرنانة على طريقة كتابة "المسجات" السريعة ذات الإيحاءات متعددة المعاني والفهم حتى تتوه الألباب، إن الاحتمال كما يتوقعه حدس البعض هو في أن يدفع مجلس 2003 بيده إلى هاوية الحل التلقائي يعني أنه سيحل نفسه بنفسه بعدما يضمن الأعضاء العابثون عودتهم مرة أخرى لمقاعدهم التي غنموها بتنافس كان نزيها على حد زعمهم وأصبح مضمونا بعد عبثهم!
رشفة أخيرة:
بدلا من الأشجار الكهربائية التي تقف على جوانب الطرقات السريعة "كشماعات ملابس مستعملة خلال فترة النهار" حبذا لو تم تشجير وتبليط طريق 604 الذي يربط بين مزارع الصليبية والهجن وكبد حيث تملأ الأتربة المنجرفة من الصحراء "السافي" الطرقات وتسبب بدورها كثيرا من الحوادث، ومعروف أن هذا الطريق أصبح طريقا مهما يرتاده المواطنون طوال العام وليس في موسم الشتاء والربيع فهيا يا هيئة الزراعة لمناقصة فيها البركة المثمرة·
mullajuma@taleea.com |