تماما ..ليس طعنا في صميم النوايا وكذلك ليس ثني المنطق الذي يتحدث به العالم الإسلامي إلى ما لا يحتمل· إنما لفتة تجدر بنا لسبر أغوارنا متجردين من تراكمات الروح المهزومة التي أدت بنا إلى ما نحن عليه·· كمسلمين··! فمع الأسف الشديد ومن البلاء المديد أن يصبح صراخنا المتعالي تجاه ما يحدث اللحظة في كوسوفو فقط لأنهم مسلمون مع التحفظ الشديد من قبل البعض على إسلامهم مما يثير سخرية العالم لأننا ما زلنا ننتمي إلى ذات الضمير ونتشدق بذات المنطق الصدئ والذي حولنا مع مرور الزمن إلى وصمة عار تعلو جبين الإنسانية ويجاهد الجميع إلى إزالتها بشتى الطرق كما يحدث في كوسوفو فصراخنا كان لإنقاذ الإسلام فحسب وليس لإنقاذ الإنسان الذي يباد بشكل بشع هناك وهذا طبعا ما نعتقد أن الله يأمرنا به من خلال الإسلام جاهلين أن الله خلق الحياة للجميع بلا استثناء لدين أو لمذهب معين وأنه لا يوجد سبب يبيح القتل لذلك السبب وإلا لأصبحت القسمة ضيزا· فخلافنا مع حزب الله أسكتنا يوم مجزرة قانا عام 1996م عن جزء من الحقيقة وكذلك عندما أبيد الأكراد في العراق وتركيا وعندما دفنت قرى بأكملها في الجنوب العراقي وعانى الآخرون من الجهل في أماكن أخرى أوجدنا مسوغات الصمت وذهبنا نواجه التبشير المسيحي في أفريقيا بأبشع أنواع التبشير مستغلين الجوع الإنساني لأهدافنا الحزبية أو المذهبية متناسين المستقبل الذي سيجعل من مساجدنا هناك كنائس تناجي في أجراسها كنائس الأندلس وما زلنا نغوص بواقعنا الكاذب ونكيل بمكيالين فنحاول إلغاء الآخر بأي شكل كان على مستوى الدين أو المذهب ومن ثم على مستوى القرية أو الشارع أو الفرد ولنا أن نقيس ما وراء ذلك من نتائج خطرة بالرغم من أن نبينا محمد "[" كان موقفه مغايرا يوم فتح مكة من المشركين·
ولعل ما نفعله الآن تجاه كوسوفو ما هو إلا صورة عابرة عن ممارستنا الفجة للإسلام تماما كما رأينا الذي مازال غامضا حول ما فعله "هتلر" منذ سنين خلت بالإنسانية جمعاء بل ربما نضمر له شيئا من التأييد لأنه قتل اليهود بلا رحمة لذلك يجب علينا أن نبعث دماءنا مثلجة لمن يفعل ذلك كما فعلنا إلى رئيس النظام البعثي في العراق عندما مارس غريزته في القتل ضد الحياة وأهلك الحرث والنسل وربما أيضا لو كانت الحرب اليوغسلافية التي يقودها ميلوسيفيتش ضد المسيح لكان موقفنا مؤيدا له متناسين أنه على مدى كوارثنا في العالم الإسلامي كانت عيون الإنسانية أول الباكين علينا وليست عيون المتأسلمين التي أيدت القتل والتشريد وأسر المسلمين وتعذيبهم إبان الغزو الصدامي للكويت عام 1990م فهل نعتبر ونعود إلى إنسانيتنا ونرفض القتل بكل أشكاله وليس قتل المسلمين فحسب··! |