رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 صفر غرة ربيع الأول 1420هـ - 9 - 15 يونيو 1999
العدد 1380

معايير جديدة!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

عندما يتابع المرء الأطروحات في الندوات الانتخابية في الكويت قلما يجد جديدا فيها حيث تتركز على قضايا تقليدية ومكررة ولا تضيف شيئا مفيدا للحياة السياسية في البلاد·· ومن أهم القضايا التي تطرح ما يتعلق بإصدار الحكومة لمراسيم في فترة غياب مجلس الأمة، خلال الشهرين من بداية الحل الدستوري، أو مسألة منح المرأة حقوقها السياسية والأطروحات المتخلفة المعادية للمرأة·· لكن هل تطرح الآن قضايا تتعلق بمستقبل البلاد في ظل ظروف إقليمية متحركة أو أوضاع الاقتصاد الوطني والتطورات العالمية في مجال الاقتصاد أو مسائل الإدارة الحكومية وتحديثها؟ هذه المسائل سوف تكون ذات أهمية خلال الشهور والسنوات القليلة المقبلة، ماذا يملك المرشحون في هذه الانتخابات لمواجهتها··؟ هناك، بطبيعة الحال، بعض التيارات السياسية التي تملك برامج محددة، قد تتطرق لقضايا وطنية عديدة، لكننا لا نسمع حتى من مرشحي هذه التيارات عن الموضوعات ذات الصلة بالمستقبل·

لم يعد الحديث عن معارضة الحكومة وسياساتها أو إجراءاتها كافيا لإقناع الناس في صلاحية المرشح، ذلك أن القضايا الخلافية قد تقلصت، أو أن مسألة التفكير للمستقبل أصبحت أكثر أهمية·· نعم، هناك قصور في الإدارة الحكومية وهناك فساد إداري ومالي، وهناك هدر للمال العام، وهناك غياب لعناصر الإدارة الكفؤة الذين يمكن أن يواجهوا مختلف القضايا باقتدار وأمانة، ولكن كيف يمكن أن نصل الى الأوضاع المثالية؟ هل المرشح الذي يؤكد معارضته للحكومة ويمارس طقوس الطائفية والقبلية ويعارض حقوق المرأة، بل يحتقر المرأة، هل المرشح المناسب والذي يجب انتخابه؟ هل يكفي أن يكون المرشح نائبا سابقا اتخذ منذ أزل سحيق مواقف يطلق عليها المواقف الوطنية؟ وهل يشفع ذلك للممارسات المتخلفة التي يقوم بها المرشح خلال فترة الانتخابات لإرضاء الجوانب المتخلفة لدى ناخبين عديدين؟

بتقديري المتواضع إن البلاد تمر بفترة مخاض حقيقية، وكان يجب أن تمر بها، لكي نكتشف جوانب القصور لدينا كمجتمع، وليس فقط جوانب القصور في مجلس الأمة أو لدى الحكومة·· إن المجتمعات الحية هي التي تستطيع أن تراجع مسيرتها وتواكب متغيرات العصر·· ولا شك أن تكوين وتطور المجتمع الكويتي قد تأثرا بالأوضاع الاقتصادية التي استجدت بعد اكتشاف النفط، كما أن هذا المجتمع تعرض للتأثر بما حدث خلال العقود الماضية من دخول عناصر جديدة، سواء من خلال الهجرة والتجنيس·· يضاف الى ذلك أن الأحداث التي مرت بالمنطقة، وأهمها الاحتلال العراقي الغاشم للبلاد، قد ساهمت في تشكيل قيم مجتمعية وثقافية ربما تكون إيجابية، وأحيانا سلبية، هذه العوامل تتطلب مواجهة عصرية، ولقد كان سمو أمير البلاد أكثر تفهما من القيادات المجتمعية عندما قرر إتاحة المجال أمام المرأة للمشاركة السياسية الكاملة في صناعة القرار، ذلك أن تفعيل دور المرأة سياسيا سوف يزيد من الحيوية السياسية والاقتصادية في البلاد، ويعجل من تحريك جدول الأعمال باتجاه قضايا مختلفة ذات علاقة بالمستقبل - ومن دون ريب إن هذا التحول في الأولويات سوف يحتم فرز قيادات جديدة ذات رؤية تختلف عن رؤية القيادات السائدة·

إن هذه التحديات تفرض على القوى السياسية، سواء أكانت ليبرالية أم محافظة، وكذلك منظمات المجتمع المدني أن تعي مخاطر السكونية واجترار المسائل التقليدية من دون التقدم بأطروحات وقيم جديدة·· فمثلا إذا كنا لانزال نفكر في مسألة التحول من اقتصاد موجه ومحكوم بآليات الإنفاق العام الى اقتصاد يعتمد على نشاط القطاع الخاص وحيوية المستهلكين فإن العالم المتقدم يناقش التحولات الهيكلية في اقتصاديات ما بعد الصناعة، وكيف أن التطورات لديهم قد أفرزت أوضاعا جديدة·· هناك الآن تراجع في أعداد العاملين في الصناعة نتيجة للتقدم التقني، وكذلك نتيجة لتوسع قطاع الخدمات واستحواذه على أعداد كبيرة من قوة العمل·· في الولايات المتحدة، هناك حديث حول زيادة الطلب على العاملين وانخفاض تاريخي في معدلات البطالة، بالرغم من تراجع أعداد العاملين في قطاع الصناعات التحويلية·

لا نستطيع الادعاء بأننا قد وصلنا الى مرحلة لمناقشة تلك القضايا، لكن علينا أن نعي مدى تأثرنا بما يجري لدى الدول الصناعية المتقدمة·

إن ما يجري على الساحة الوطنية يثير في نفوسنا هاجس التخلف المجتمعي والركود السياسي والثقافي، ويؤكد أهمية إثارة قضايا جديدة لانتشال الساحة الوطنية من أطروحات التخلف·· لقد بات القياس في مجال الاختيار بين الديناميكية والسكونية هو مدى تفهمنا للقضايا الحيوية التي ستكون محور عملية التطور نحو المستقبل واللحاق بالعالم·· أما المرشحون الذين يملكون الصوت العالي أو الذين يؤكدون أنهم من المعارضين من دون التقدم ببرامج لعملهم بعد النجاح في الانتخابات، هؤلاء لن يكونوا فاعلين في صناعة مستقبل البلاد·· إن بلدا يمثل أولئك الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاما فيما يقارب الستين في المائة من مواطنيه لا بد أن يعي قادته ونوابه أهمية طرح قضايا المستقبل، وكيف يمكن للأجيال الجديدة أن تتفاعل مع العالم الجديد باقتصادياته وتقنياته وأفكاره الجديدة·· أما المراوحة حول قضايا تقليدية فلن نجني منها سوى المزيد من التخلف·

�����
   

صحافتنا الوطنية والانتخابات :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أحلام الناخبين:
محمد مساعد الصالح
"لا طبنا ولا غدا الشر":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(2):
يحيى الربيعان
معايير جديدة!:
عامر ذياب التميمي
فشل دولة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
لجان الخير.. والسياسة!!:
سعاد المعجل
مرسوم التذويب:
صقر عيد أحمد
كوسوفو ..منطقنا المتأسلم الأعوج..!:
مالك عبيد الظفيري
الإمام الخُميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين(1-2):
د. عمران حسن محمد
الصندوق بين الحقيقة والخيال:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة(الحلقة2)
كيف قُتل طه الأحبابي؟!:
حميد المالكي
محطات انتخابية:
فوزية أبل