رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 صفر غرة ربيع الأول 1420هـ - 9 - 15 يونيو 1999
العدد 1380

ألفـــاظ و معـــان
فشل دولة
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

قرأت في المعاجم: فشل (بكسر الشين) تراخى وجبن· وفشل عن الأمر هم به ونكل عنه· فالفشل يتضمن معنى التخاذل والقصور· وهو في هذا يختلف عن الإخفاق (والفعل أخفق) الذي يفيد الإخلاص والاجتهاد والقدوة والسعي المثابر وعدم إدراك النجاح لأسباب خارجة عن الساعي· والسبب في هذه اللفتة اللغوية، إنني كنت أبحث عن مقابل عربي لمصطلح إنجليزي ظهر حديثا في علمي الاقتصاد والسياسة في تحليل الأوضاع غير المسبوقة التي انتشرت في بعض بلدان العالم الثالث وبخاصة في أفريقيا وهي صعوبة التعرف على من يحكم بالفعل دولا ذات سيادة أعضاء في الأمم المتحدة، إن وجد من يحكم أصلا، وهو تعبير Failed State· وميزته أنه وصف لحالة وطرح لسببها في آن واحد· ففي تلك الأقطار (الصومال، سيراليون، ليبريا، رواندا، بوروندي، الكونغو·· الخ) تتابع الانقلابات العسكرية وينتشر الصدام المسلح بين المواطنين وضاع الفرق بين الحرب الأهلية والحرب بين دولتين· وقد استمرت هذه الأوضاع سنوات كثيرة وما زال بعضها دائر الرحى (منذ السبعينيات في أنجولا مثلا)·

وكانت الحرب الباردة تعني لعبة شطرنج على مستوى الكوكب إذا ترك أو أزيح أحد القطبين من قطر حل محله القطب الآخر· والآن لم تعد الرأسمالية العالمية في حاجة الى مجموع بلدان العالم الثالث· وبالتالي لا يتحرك أحد في الدول الصناعية السبع الكبرى أو يفكر في التدخل وفرض "السلام" في تلك البلدان التي لم يعد لها من وجود دولي إلا الاسم· فالمواد الأولية (والبترول واحدة منها) متوافرة وأسعارها متدنية· وأموال أغنياء تلك الأقطار مستثمرة في أوروبا وأمريكا الشمالية· ويفقد الفقر السائد في شعوبها أي قيمة لأسواقها الداخلية· ومع ذلك نجد في تلك الدول الكبرى بعض أهل الخير الذين يتبرعون لمساعدة الأطفال أو النساء أو مجمل المحرومين أو على الأقل التخفيف من آلامهم فيما يسمى المساعدات الإنسانية· ونجد على الجانب الآخر بعض البحث العلمي الذي يحاول تفسير تفتت الشعوب في دول كثيرة في حين طفت على السطح انتماءات قديمة - سابقة للاستقلال - عرقية وقبلية ودينية ولغوية·· إلخ· وخلاصة ما يمكن أن يكون محل اتفاق واسع في الآراء أن السبب الرئيس هو أن الدولة القومية التي نشأت بعد انحسار الاستعمار تجسدت في حكم استبدادي فاسد يؤجج الصراعات الداخلية بدل أن يحاول تجاوزها· ومن ثم لم يأت انهيار الدولة واختفاء الحكومة الموحِّدة والموحَّدة كقدر إلهي وكارثة طبيعية وإنما نتيجة فشل الدولة في أداء دورها الجوهري· وهو فشل بالمعنى المشار إليه أول هذا الحديث وليس مجرد إخفاق·

�����
   

صحافتنا الوطنية والانتخابات :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أحلام الناخبين:
محمد مساعد الصالح
"لا طبنا ولا غدا الشر":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(2):
يحيى الربيعان
معايير جديدة!:
عامر ذياب التميمي
فشل دولة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
لجان الخير.. والسياسة!!:
سعاد المعجل
مرسوم التذويب:
صقر عيد أحمد
كوسوفو ..منطقنا المتأسلم الأعوج..!:
مالك عبيد الظفيري
الإمام الخُميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين(1-2):
د. عمران حسن محمد
الصندوق بين الحقيقة والخيال:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة(الحلقة2)
كيف قُتل طه الأحبابي؟!:
حميد المالكي
محطات انتخابية:
فوزية أبل