يتوجه المئات من المواطنين ليلياً إلى المقار الانتخابية للاستماع إلى السادة المرشحين لسماع وجهة نظرهم وبرامجهم الانتخابية لمجلس الأمة المقبل· هؤلاء المئات يتركون منازلهم وبرامج المحطات الفضائية الممتعة بين أهاليهم وأسرهم وفي جو التكييف البارد للجلوس في ساحات تسيطر عليها حرارة الجو·· ما هدف هؤلاء المئات بل الآلاف الذين يؤمون المقار الانتخابية؟·· إنهم حالمون·· نعم فالمواطن الكويتي يحلم··إنه يحلم بحكومة ومجلس أمة يحققان طموحاته وأمنياته·· إنه يحلم بتشكيل وزاري من الكفاءات ذوي الخبرات المخلصين لبلدهم القادرين على التعبير عن وجهة نظرهم وليس وزراء كما تعودنا يحملون شعار "لي مش السيد مشينا"·· وكيفما يريد (المعزب) نحن مستعدون·· إنهم يحلمون فعلاً بمجلس وزراء قوي منسجم يتكون من وزراء يتفرغون كلياً لعملهم الوزاري وليس لاستغلال المنصب لأخذ العمولات وزيادة رصيده البنكي من المال العام الذي يُغترف اغترافاً من دون وجه حق·· إنهم يحلمون بمجلس أمة يتفرغ كلياً لمهمة الرقابة والتشريع وليس لإنجاز الوساطات في أمور مخالفة للقانون·· يحلمون بنواب يمضون الوقت لحضور اللجان وتقديم الدراسات وليس في اللف على الموظفين· إن الناخبين يحلمون بنائب يمثل الشعب·· كل الشعب وليس القبيلة أو الطائفة·· إنهم يحلمون بتعاون حقيقي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وليس التعاون كما تفهمه السلطة إذ يمتنع على النائب استجواب الوزير أو استعمال الأدوات الدستورية لمحاسبته·
إنهم يحلمون بقوانين تكرس استقلالية القضاء ليكون حكماً محايداً ونزيهاً بين السلطتين ولتأتي الأحكام تعدل المعوج والانحراف··· الآلاف التي تترك منازلها كل ليلة إلى مخيمات المرشحين لا تبحث عن تسلية أو حتى ترى المرشح ولكنها تحلم·· هي فعلاً تحلم بدولة مستقرة يحكمها القانون وتسود العدالة فيها وهو ما يريده الناخبون من مرشحيهم إذا نجحوا في الانتخابات· |