رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 صفر غرة ربيع الأول 1420هـ - 9 - 15 يونيو 1999
العدد 1380

أسرار تنشر لأول مرة(الحلقة2)
كيف قُتل طه الأحبابي؟!
حميد المالكي
hamid@taleea.com

أسرار عجيبة وغريبة يزدحم بها المشهد العراقي والمأساة المروعة التي يعيشها شعبنا في ظل أقسى أنواع القمع والإرهاب·

إن آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام لاتزال غامضة وهي غالبا ما تنفذ بمواطنين تم اختطافهم بطريقة سرية بالغة وأصبح مصيرهم مجهولا منذ سنين·

كذلك هناك أساليب لا تزال مجهولة يمارسها النظام في تصفية خصومه السياسيين وهذه وتلك يجب الكشف عنها وتوثيقها واطلاع الرأي العام عليها ومحاكمة ومعاقبة مرتكبيها·

وفي هذه الحلقات نعرض لعدد من الأساليب في قتل المواطنين وهي تنشر لأول مرة حيث أمكن الحصول عليها مؤخرا·

 

* اقتحم طه الأحبابي القصر الجمهوري صبيحة 17 يوليو 1968 وقتله صدام بالسم بعد ثلاثين عاما لأنه فضح التزوير·

لقد تعرض الأحبابي مؤخرا الى انتكاسة صحية، فتوجه الى أحد المستشفيات الخاصة بصدام وأركان نظامه لكنه فوجئ برفض استقباله وتقديم العلاج له فأبلغ إدارة المستشفى أن يتصلوا بصدام لكن الإدارة اعتذرت لأن التعليمات تنص على عدم علاج أي من كان إلا بأمر رئاسي، فطلب منهم أن يتصلوا بديوان الرئاسة فورا لأن حالته خطيرة وبعد أن أجري الاتصال وحصلت الموافقة كان الوقت قد فات ومات الأحبابي·

وذكرت مصادر وثيقة أن سبب تدهور صحة الأحبابي ناجمة عن التسمم الذي تعرض له من قبل صدام والإجراءات الانتقامية التي اتخذت ضده بسبب تصريحات أدلى بها الأحبابي الى جريدة الجمهورية العام الماضي والتي قال فيها: إن صدام حضر الى القصر الجمهوري يوم 17 يوليو 1968 في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، وهذا خطأ فادح وقع فيه الأحبابي، ليس من جهة كذبه وتحريفه الحقائق لأن ما ذكره كان صحيحا لاسيما أن الأحبابي كان آنذاك ضابطا برتبة ملازم أول وقد شارك في انقلاب عام 1968 حيث كان أول من دخل القصر الجمهوري في الساعة السابعة صباحا يوم 17 يوليو 1968 والتقى كلا من ابراهيم الداود وسعدون غيدان· إلا أن الأحبابي في ذكره الحقيقة غفل أنه يناقض بذلك مزاعم صدام والذي ظل ولا يزال يزعم بأنه هو من قاد الانقلاب وهو الذي اقتحم القصر الجمهوري في ساعات الصباح المبكرة مما جعل صدام تثور ثائرته على رفيق قديم من رفاقه وأحد المقربين له لاسيما أن الأحبابي كان عضوا في جهاز "حنين" وهو جهاز الحزب الصدامي والذي تحول بعد الانقلاب الى جهاز مخابرات وهذا الجهاز الذي ظل الأحبابي أبرز عناصره ظلت مهامه الأكثر أولوية هي تعذيب المعتقلين وتصفيتهم وبقي الأحبابي أبرز عناصر أجهزة صدام القمعية لكن عمله كان في الظل حتى خرج الى الأضواء وتولى منصب مدير الأمن العام بعد استبعاد سبعاوي ابراهيم - أخ صدام والذي عزل من المنصب إثر صراعات على مراكز القوى أواخر عام 1995· وجاء اللقاء الذي أجرته جريدة الجمهورية مع الأحبابي ليكون موعده مع الموت البطيء حيث استشاط صدام غضبا وأصدر على الفور قرارا بعزله من منصبه واستدعاه الى مكتبه في القصر الجمهوري ليبلغه بإعفائه من منصبه وتكليفه بمنصب جديد هو رئاسة جمعية المحاربين القدامى والإشراف على منظمة ثوار يوليو إضافة الى منصب مستشار، وهذا المنصب الأخير مقدمة لتصفية كل من يصل دور الانتقام إليه·

* وذكرت المصادر أن الأحبابي في تلك المقابلة تناول فنجانا من القهوة قدمه إليه صدام ولا بد أنه من خلال عمله الطويل كان يدرك أن السم قد قدم له في فنجان القهوة ذاك وتأتي تصفية الأحبابي بهذه الطريقة منسجمة مع سيل متصل من التصفيات التي قام بها صدام، سواء في صفوف الانقلابين أو في صفوف الحزب الذي تحول الى منظمة "حنين" والتي صارت هي الحزب بعد تصفية الحسابات·

وحتى منظمة "حنين" هي الأخرى قام صدام بتصفيتها تباعا بمختلف الأساليب وبمختلف الوسائل ويكشف ذلك عن خطأ حسابات خطيرة وقع فيها الكثيرون ممن وثقوا بصدام وتوهموا أن ولاءهم له وخدمتهم وقبولهم أداء دور التابع الذليل المنفذ بكل ما يخطط له صدام من جرائم يجعلهم بمنأى عن غدره وسمومه وثبت بالتجربة العملية أن أكثر الناس قربا لصدام هم أكثرهم عرضة للقتل·

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

صحافتنا الوطنية والانتخابات :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أحلام الناخبين:
محمد مساعد الصالح
"لا طبنا ولا غدا الشر":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(2):
يحيى الربيعان
معايير جديدة!:
عامر ذياب التميمي
فشل دولة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
لجان الخير.. والسياسة!!:
سعاد المعجل
مرسوم التذويب:
صقر عيد أحمد
كوسوفو ..منطقنا المتأسلم الأعوج..!:
مالك عبيد الظفيري
الإمام الخُميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين(1-2):
د. عمران حسن محمد
الصندوق بين الحقيقة والخيال:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة(الحلقة2)
كيف قُتل طه الأحبابي؟!:
حميد المالكي
محطات انتخابية:
فوزية أبل