الناخب هو الوحيد الذي يستطيع أن يرسم أو يحدد هوية المجلس المقبل، فنحن لا نراهن على أي مرشح، لكننا نستطيع أن نراهن علي الناخب، نريد ناخبا واعيا يعرف أهمية صوته ومن يستحقه، ويعلم أن عملية الاقتراع تمر بلحظات سرية يختلي فيها الناخب بنفسه وراء الستار للإدلاء بصوته، إن تلك اللحظات الحاسمة تتم بسرية مطلقة، ليس فيها حرج ولا مجاملة، لا يعلم فيها إلا الله والناخب ذاته، لذلك ينبغي من الناخب أن يحكم عقله فقط، ولا ينساق وراء المرشحين الذين يمسكون العصا من المنتصف لإرضاء التيارات التراثية والعقلانية معا، فهذا النوع من المرشحين لا يعتمد عليه في مواجهة مستجدات القرن الحادي والعشرين، إن أمثال هؤلاء المرشحين هم عبارة عن "خياش فحم، فاجتنبوهم تفلحوا"·
وينبغي من الناخب أيضا أن يكون حذرا من المرشحين الذين ملأوا الشوارع بصورهم الشخصية، والذين تعدوا بيافطاتهم على النباتات الخضراء في شوارعنا وكذلك الذين نجد مواقفهم ضبابية تجاه حقوق المرأة السياسية، والذين يتاجرون بمواقفهم من أجل إرضاء الجميع، وهم - ربما - لا يعلمون بأن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك·
إن المرشحين الذين ينافقون الناخبين يتكون لديهم استعداد لمنافقة الحكومة المقبلة، فاحذروهم ولا تنتخبوا من تحبون بل انتخبوا من ينفع الأمة· |