رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 صفر غرة ربيع الأول 1420هـ - 9 - 15 يونيو 1999
العدد 1380

بلا حــــدود
لجان الخير.. والسياسة!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

يشكك الكثير في عزم الحكومة على إغلاق لجان الجمعيات الدينية، لأسباب أولها درجة النفوذ والقوة التي أصبحت تتمتع بها تلك الجمعيات، وحجم القاعدة الشعبية التي ترتكز عليها!! بالإضافة الى فشل محاولات سابقة للحكومة في تحجيم التيار الديني السياسي كان آخرها في عام 1994 حين حاولت الحكومة تنظيم عمل اللجان الخيرية، ومنع الكرافانات والحصالات المنتشرة في الجمعيات والأسواق والأماكن العامة!!

لقد تضمن تقرير وزير الشؤون الأخير المقدم الى الحكومة نبذة عن حجم وعدد تلك اللجان!! حيث بين التقرير أن هنالك أربع جمعيات دينية مرخصة في الكويت، إضافة الى لجنة هي لجنة الفلاح الخيرية، وكلها تنظم جمع التبرعات المالية· فهنالك جمعية الشيخ عبدالله النوري وتنبثق عنها لجنة واحدة هي "لجنة طلبة البعوث"· وهنالك جمعية الإصلاح الاجتماعي، وينبثق عنها ما يقارب 53 لجنة!! أما الجمعية الثالثة فهي جمعية النجاة الخيرية وتضم 16 لجنة!! والرابعة هي جمعية إحياء التراث الإسلامي وينبثق عنها حوالي 53 لجنة!!

لا اعتراض على الخير وعمله، ولا على الداعين إليه سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات أم جمعيات، لكن الاعتراض هو على تلك الفوضى التي اعترت ذلك الفعل الخير والتي جرت على الكويت وأهلها أزمات سياسية كادت تؤثر على علاقات مع دول عربية شقيقة ومسلمة!! خصوصا بعد أن أثار الرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارته للكويت في مطلع مايو 1993 موضوع تمويل الإرهاب في المنطقة العربية بعد أن تحولت الحرب الأفغانية الي مواجهة مع (الشيوعية والإلحاد والكفر) وانطلقت في الخليج دعوات فجائية للتبرع لمجاهدي أفغانستان، وفتحت حسابات بالبنوك لتلقي التبرعات ونشطت الجمعيات الدينية بلجانها في تمويل حسابات الحرب الأفغانية!! وقد ضاعف ذلك (الجهاد) ضد الشيوعية من علاقة الإسلاميين في الكويت مع غيرهم في دول عربية أخرى، خصوصا في مصر والجزائر، حيث تدفقت أموال (الخير) من الكويت لتمول الإرهاب والتطرف في مصر، حتى بلغت إحصائية ثروة المتطرفين في مصر في عام 1993 نصف مليار جنيه!! ولعل في حادثة اعتقال المواطن الكويتي المنتمي الى جمعية إحياء التراث الإسلامي والتي يسيطر عليها السلفيون خير مثال على ذلك، حيث اعتقل "عبدالرحمن المجيبل" في القاهرة لاتهامه بتقديم مبالغ مالية الى صاحب مطبعة ينتمي الى الجماعات المتطرفة في مصر!! وقد أفردت إحدى الصحف المصرية يومها تقريرا بعنوان "جمعيات كويتية تعلن الجهاد ضد مصر" وذلك في مايو 1994 جاء فيه "إن حادثة اعتقال المجيبل تعيد الى الأذهان حادثة سابقة لرجل الأعمال الكويتي محمد· ح· م المنتمي للتيار السلفي ولإحدى الجمعيات الخيرية الكويتية ووجهت إليه الأجهزة الأمنية ونيابة أمن الدولة العليا تهمة تمويل المتطرفين في القضية رقم 162 لسنة 1982 والخاصة بأحداث أسيوط، واتهم محمد ح· م غيابيا هو وأربعة آخرون من بينهم عصام العطار الإخواني البارز المقيم في ألمانيا بتمويل المتطرفين مبلغ 21 ألف دولار أمريكي وعشرة آلاف مارك ألماني و26 ألف جنيه"!!

وقد عبرت الصحافة المصرية آنذاك عن أن أهم ما يميز الجمعيات الخيرية الكويتية ويعطيها طابعا خاصا هو أن لكل منها لجانا للنشاط المحلي - أي داخل الكويت -، ولجانا للنشاط الخارجي، والأخيرة هي التي يثار بشأن التبرعات والمعونات الخاصة بها أقاويل كثيرة، وإذا ما علمنا أن عدد الحسابات المصرفية لدى بيت التمويل الكويتي المخصصة لجمع التبرعات والزكوات والصدقات 114 حسابا منها ما هو بالدينار وما هو بالدولار الأمريكي لسهولة التمويل الى الخارج، ومن بين هذه الحسابات هناك 34 حسابا لجمعية الإصلاح و26 حسابا لجمعية إحياء التراث - هل أدركنا كم نحن بحاجة الى تنظيم العمل الخيري ولجانه حتى لا يخرج عن أهدافه الدينية والاجتماعية السامية والمجردة؟!

في حديث لأمين عام اللجان الخيرية السيد "جاسم مهلهل الياسين" يقول فيه إن العمل الخيري ليس مرتبطا بالفكر الإسلامي أو بالسياسة وإنما العمل الخيري عمل ينبغي فيه أخذ الأمانة وتوصيلها الى مستحقيها ولا يوجد عمل خيري يقدم نتيجة لفكر إسلامي معين!!

ونحن ولا شك نتفق جدا مع "الياسين" في تعريفه لمهام العمل الخيري، وإن كنا نختلف معه في أن ذلك التعريف هو واقع أمر اللجان الخيرية في الكويت حيث امتزجت الأهداف السياسية الحزبية بأهداف الخير الإسلامية السامية، وتحول أعضاء اللجان وكبار الدعاة فيها الى أصحاب نفوذ سياسي ومالي وإداري، وخرجت من نطاق عملها الداخلي في الكويت الى مصر والسودان والجزائر وأفغانستان لتمول بصدقات الخيرين أهدافا ومقاصد سياسية وفكرية بحتة، خصوصا في ظل غياب إحصائيات وكشوف تبين أين تذهب هذه الأموال، ولعل آخر تلك (الألغاز) حول وجهة أموال الخير ما أثير مؤخرا حول اختفاء ستة ملايين دينار من أموال التبرع لمسلمي كوسوفا ذهبت في غير مقصدها؟! فيا أهل الخير الصادقين، من حقكم بل ومن واجبكم أن تعرفوا عن مالكم وخيركم كيف أُنفق، وهل كان فيه للمحتاجين نصيب أم أنه قد أُنفق في معسكرات الجهاد والدعوة؟!! وختاما لا نقول إلا كما جاء في الذكر الحكيم: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} صدق الله عنه·

�����
   

صحافتنا الوطنية والانتخابات :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أحلام الناخبين:
محمد مساعد الصالح
"لا طبنا ولا غدا الشر":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(2):
يحيى الربيعان
معايير جديدة!:
عامر ذياب التميمي
فشل دولة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
لجان الخير.. والسياسة!!:
سعاد المعجل
مرسوم التذويب:
صقر عيد أحمد
كوسوفو ..منطقنا المتأسلم الأعوج..!:
مالك عبيد الظفيري
الإمام الخُميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين(1-2):
د. عمران حسن محمد
الصندوق بين الحقيقة والخيال:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة(الحلقة2)
كيف قُتل طه الأحبابي؟!:
حميد المالكي
محطات انتخابية:
فوزية أبل