رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء26 محرم 1 صفر 1420هـ 12 - 18 مايو 1999
العدد 1376

ألفـــاظ و معـــان
الديمقراطية التركية
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

شاركت تركيا في تأسيس حلف شمالي الأطلسي، ولم يكن ضمها للمؤسسين مبنيا على أنها دولة أوروبية، فالاتحاد الأوروبي يرفض قبولها حتى الآن، ولا على كونها دولة رأسمالية متقدمة لأنها حتى هذه اللحظة لا تختلف كثيرا عن بلدان العالم الثالث من زاوية التقدم أو التنمية الشاملة· وكان السبب الوحيد لاشتراكها في الحلف هو موقعها الاستراتيجي (بالمعنى الحربي) كجار للاتحاد السوفييتي، وهي دولة تخرق حقوق الإنسان الى أبعد الحدود، ويظهر ذلك بشكل صارخ في تعاملها مع فئات كبيرة من مواطنيها·

فهي تحرم مواطنيها الأكراد من أبسط حقوقهم القومية مثل حقهم في التعامل والتعلم بلغتهم، بل إنها ترفض حتى مجرد اسم هذه الأقلية وتصفهم بأنهم أتراك شرقي البلاد، وهي تشن ضدهم حربا لا هوادة فيها منذ حوالي عشرين عاما قتل فيها عشرات الألوف، بل إنها تستبيح لجيشها تجاهل الحدود الدولية ودخول شمالي العراق على نحو متكرر· والمضحك - وشر البلية ما يضحك - أن حلف شمالي الأطلسي يدعي أنه يغير على صربيا دفاعا عن حقوق الإنسان وعن حق ألبان كوسوفا في الحكم الذاتي· ولا يقول أحد من قادة الدول الأعضاء في الحلف إن للأكراد أيضا حقا في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم·· بل لقد عاونت أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في عملية اختطاف عبدالله أوجلان واستخدمت الولايات المتحدة الضغط على إيطاليا ليس فقط لعدم اعتباره لاجئا سياسيا، بل لرفض منحه تصريحا بالإقامة ولو لأجل محدد· ولن نعرض هنا لمؤازرة الولايات المتحدة غير المشروطة لإسرائيل في عدوانها المتجدد على الشعب الفلسطيني فهذا أمر معروف ومرتبط بالسياسة الداخلية في أمريكا والدور الذي يلعبه اللوبي الصهيوني في الانتخابات، وليس لتركيا أي تأثير في الرأي العام الأمريكي·

والوجه الثاني لخرق حقوق الإنسان هو ضرب كل نشاط عام يحمل شعار الإسلام، فحزب الرفاه الذي كانت له أغلبية نسبية في البرلمان أصدر القضاء (الذي لا يتمتع بأدنى استقلالية) حكما بحظره وحرمان رئيسه أربكان من حقوقه السياسية، وبلغ الأمر حد المهزلة حين دخلت قاعة البرلمان سيدة محجبة فهاج المجلس وماج وارتفعت الأصوات المطالبة بإسقاط عضويتها· وأحسب أن من أبسط حقوق الإنسان اختياره ملبسه ما دام لا يخدش الحياء· كما أن هذه السيدة المتعلمة الوقورة حصلت على الآلاف من أصوات الناخبين، ويعني فصلها إهدار إرادة المواطنين التي هي أساس الديمقراطية النيابية، ولم تقنع السلطات بهذا الاستنكار البرلماني فأحالت حزب الفضيلة الذي حل محل حزب الرفاه الى القضاء ليحكم بحظر نشاطه لأنه يعادي "العلمانية"·· هذا كله بالرغم من تمسك الشعب التركي الشديد بالإسلام والذي يعبر عنه بالانضمام الى الحركات الصوفية واسعة الانتشار في كل أنحاء تركيا والتي تدعم الإيمان وتعززه من دون اشتغال بالسياسة حتى لا تطولها أيدي الجنرالات·· كما يؤكد ما نقول تمسك الأتراك في ألمانيا مثلا (حوالي مليونين) بمعتقداتهم وشعائرهم ورفض الذوبان في المجتمع الألماني·

ليس في تركيا ديمقراطية حقة، وقمة السلطة فيها بيد "مجلس الأمن القومي" بأغلبيته العسكرية·

�����
   

كيف تنتخب نائبك؟:
محمد مساعد الصالح
حملات انتخابية ساخنة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ما بعد العاصفة:
د.مصطفى عباس معرفي
حل إرادة الشعب والإبقاء على إرادة الحكومة:
يحيى الربيعان
هل الحل بالحل؟:
عامر ذياب التميمي
الديمقراطية التركية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
واقعة المصاحف!!:
سعاد المعجل
الديمقراطية.. والقوى السياسية في الكويت!:
د· بدر نادر الخضري
وأد الدستور وعاداتنا وتقاليدنا:
أنور الرشيد
محاكمة "مجلس":
حمد محمد المرعي
كيف قتل وطبان التكريتي الفنان رياض أحمد؟!:
حميد المالكي
مع أجواء الحل!!:
فوزية أبل