| لا شيء يدل على أن نظام صدام حسين في طريقه الى الزوال قريبا، ويبدو أن آلة التغيير الأمريكية في هذا الصدد غير حاسمة أو فاعلة، بدليل أن الأمريكيين أخذوا يبشرون بأن نظام صدام حسين يتصدع ذاتيا من الداخل· وسواء أصدقت التوقعات الأمريكية أم لم تصدق· لكن تبقى مسألة بقاء أو زوال ذلك النظام القمعي رهنا للزمن وهو الورقة التي ما زال يلعب بها صدام حسين منذ اقترافه جريمة غزو الكويت في صيف 1990 وحتى يومنا الراهن، ويبدو أن المؤشرات تتجه لصالحه ولصالح تقوية نظامه وإدامته مدة أطول··
فبعض القوى العالمية سئمت لعبة القط والفأر الدائرة مع ذلك النظام وسئمت الانتظار لاتضاح النتيجة لاسيما أنها متضررة جراء ذلك الانتظار الطويل الذي يقترب نحو العشر سنوات·
فما الحل··؟
هل تقبل عودة صدام حسين الى الحظيرة العالمية بكل جرائمه وموبقاته فقط من أجل تحريك مصالح قوى عالمية متضررة؟ وهل يتراجع التصميم الأنجلو الأمريكي على الإطاحة بذلك النظام·· ولو حدث ذلك فماذا بشأن وضع الكويت المستقبلي مع بغداد؟
هل نهرول مع المهرولين الى بوابة القصر الجمهوري في بغداد طمعا في قضمة من "كيكة" الإعمار الضخمة؟ أم نغلق على أنفسنا الأبواب مؤثرين العزلة والانكفاء؟
الكويت أول وأكبر الخاسرين إن فُكت عن نظامه العزلة وأعيد الى الحظيرة العالمية·· سياسة الكويت المعلنة بشأن الوضع العراقي مبنية على أساس عدم التدخل وبأن تغيير النظام هو شأن داخلي يخص العراقيين· هذا المبدأ الأخلاقي يصح لو أن العالم يرفل بالمثالية أولا ولو أن نظام صدام حسين لا يشكل تهديدا دائما وخطرا محققا على الكويت ثانيا، فهو نظام عدواني ومازالت الكويت في حالة الحرب لم تنته معه بعد ما لم يستجب للمطالبات الدولية الخاصة بقرارات مجلس الأمن الصادرة في شأن أزمة الكويت··
ليس أمام الكويت غير اختيار أقصر الطرق ألا و هو الإعلان صراحة بالدعوة مع المطالبين بتغيير نظام صدام حسين وتقديم رموزه الى محاكمة دولية كمجرمي حرب واستمرار عزله الى حين تحقيق ذلك·· فلا شيء يجعل الكويت لكي تتوارى خلف الحقيقة، فنظام صدام حسين عدو وسيبقى عدوا للكويت ولو لبى كل المطالبات الدولية القائمة عليه بحذافيرها!! |
