| أبدى المسؤولون في المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية قدرا كبيرا من الحكمة وتحمل المسؤولية الوطنية في الحفاظ على مصالح بلديهما وفي العمل لاستتباب الأمن في منطقة الخليج·
ولا شك أن الزيارة التي قام بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع السعودي لإيران تصب في هذا السياق، كما أن تصريحه بُعيد وصوله مطار طهران للصحفيين الذين سألوه عن إمكانية قيام تعاون عسكري مع إيران كان واضحا وصريحا حين قال إنه لا يعقل لبلدين يبدأان الآن تقوية علاقتيهما التي كانت ضعيفة مدة عشرين عاما أن يبدأآ بالتعاون العسكري حيث لا بد أن يعملا في البداية على تقوية الثقة المتبادلة بينهما بالدرجة الأولى·
ولا شك أن هذا الرأي سديد حيث المطلوب الآن تقوية هذه الثقة بين دول مجلس التعاون وإيران من خلال الجوانب التجارية والثقافية والإعلامية والسياسية ليسهل بعد ذلك التعاون العسكري بين الطرفين·
كما أن هذه الزيارات المتبادلة والزيارة التي سيقوم بها قريبا الرئيس الإيراني محمد خاتمي للمملكة سيكون لها دور في تعزيز هذه الثقة·
وينبغي علينا نحن في الكويت ودول الخليج تقوية هذا التوجه ودعمه حيث إن كافة الخلافات بيننا وبين الإيرانيين يمكن حلها عن طريق طاولة المفاوضات ومن خلال المصالح المشتركة والمتبادلة بين الطرفين·
ولقد كان الأمير سلطان واضحا وصريحا حين رد على أحد الأسئلة برفض المملكة قيام أي تعاون مع العدو الإسرائيلي وهو رد ينسجم مع السياسة الخارجية السعودية والإيرانية في رفض التعاون أو الاعتراف بالكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، وهو رفض أيضا لأية محاولة خليجية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل·
إن العالم اليوم يتجه نحو توطيد مصالحه من خلال توسعة رقعة التعاون التجاري والسياسي مع الدول المتجاوبة فيما بينها من خلال رؤية مشتركة واحدة ولا شك أن عوامل التقارب الموجودة بين دول الخليج وإيران عوامل كثيرة ومتنوعة، ويمكن لهذا التعاون أن يخلق أرضية للأمن الإقليمي الذي كما قال الأمير سلطان لا بد أن يعتمد على دول المنطقة نفسها من دون التدخل في خصوصيات كل دولة وهو توجه بدأ يطبق عمليا ووفق مواثيق واتفاقيات مكتوبة ووفق معاهدات سياسية وثقافية وإعلامية ستكون هي الأساس لتقوية هذا التوجه وتدعيمه· |
