| مرت قبل أيام ذكرى المولد المشؤوم للمجرم صدام حسين وسط مظاهر الحزن والألم والحداد التي تعم أرجاء البلاد من أقصاها الى أقصاها حيث الجوع والأمراض والإرهاب وانعدام الخدمات العامة وتفشي مظاهر الفساد والجريمة المنظمة وانتشار الخمور والمخدرات وبخاصة حبوب الـ"آرتين" التي تعمد النظام على نشرها بين صفوف الشبيبة والطلبة·
وفي هذا الشهر الحرام الذي يقدسه المسلمون في جميع أنحاء المعمورة، أقيمت الاحتفالات الغنائية الراقصة وحفلات المجون والسكر والعربدة من دون خجل أو حياء أو اعتبار لمآسي شعبنا القاسية بينما تمنع العوائل من إقامة مجالس العزاء على فلذات أكبادها الذين أعدمهم النظام أو راحوا ضحية حروبه العبثية·
هذا الكابوس المروع الذي يلف عراقنا الحبيب عراق المكارم والبسالة والمآثر والأمجاد، زادته احتفالات الطاغوت سوادا واستفزازا وجروحا جديدة·
ونقلت مصادر المعارضة أصداء الاحتفالات وآثارها وردود الأفعال التي واجهتها كالتالي:
1 - أقيمت الاحتفالات وسط حراسات مشددة بحيث تم اختيار الحضور قبل وقت طويل من بدء الاحتفالات، وفي بغداد كانت أغلب ساحاتها قد خلت من الجمهور إلا العدد الذي أبلغته الأجهزة الحزبية والأمنية بالحضور الإجباري وحتى هؤلاء الذين تم إبلاغهم لم يحضروا إلا بمستوى دون المتوسط بالرغم من معرفتهم بالعواقب الوخيمة التي تترتب حتما على تخلفهم·
2 - لوحظ أن عناصر الحراسة التي تطوق ساحات الاحتفالات أكثر من عدد المحتفلين أنفسهم كما بدا ذلك واضحا في مناطق الصالحية والأعظمية والجعيفر والشيخ معروف وعلاوي الحلة والحرية والشعلة والبياع والمنصور وأحياء العدل ودراغ وزيونة والسيديّة وغيرها·
3 - لوحظ أن أغلب المحال التجارية أغلقت أبوابها احتجاجا ورفضا واشمئزازا من ذكرى مولد الدكتاتور الذي ذبح الشعب ودمر العراق، وهذه الظاهرة بدت واسعة وواضحة أكثر من العام الماضي·
4 - في بعض المناطق هاجم المواطنون مسارح الاحتفالات وجرت اشتباكات ومعارك عنيفة بين المواطنين وأجهزة النظام التي لم تتورع عن إطلاق النار وسقوط أعداد من القتلى والجرحى·
5 - وفي مدن الثورة والكاظمية والحبيبية وغيرها أقيمت الاحتفالات في داخل المقار الحزبية والأمنية وذلك لمعرفة السلطة أنها ستهاجم حتما من قبل المواطنين خصوصا أن الاشتباكات والمصادمات لم تتوقف بين الجماهير وأجهزة السلطة منذ يوم اندلاعها في شهر مارس الماضي·
6 - لوحظ عدم مشاركة المسؤولين الحزبيين والأمنيين البارزين والمعروفين في الاحتفالات كإجراء وقائي من هجمات المواطنين وما قد يتعرضون له من عمليات الاغتيال المستمرة والتي تنفذها المقاومة بنشاط متصاعد·
7 - كان ذلك في العاصمة بغداد، أما في بقية المحافظات فإن الاحتفالات جرت داخل المقار الحزبية والأمنية والفيالق العسكرية وتحت إجراءات أمن مشددة، بينما قابل المواطنون الذكرى بمزيد من الغضب والاستنكار·
8 - وفي كردستان المحررة فإن السخرية والاستياء هما اللذان سادا كافة الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافية·
9 - أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، شعبيا ورسميا فلم تسجل أية أصداء لتلك الذكرى المشؤومة غير السخرية والامتعاض بسبب كون الاحتفال بذكرى مولد رئيس وبهذا الصخب والبهرجة الفارغة وإهدار أموال الشعب ليس له مثيل في كافة دول العالم وهو عمل مخجل ومعيب حينما يتم في بلد يعاني الكوارث وشعب يتضور جوعا ومرضا ويواجه نظاما دمويا صادر جميع حقوقه وأذله وأهدر كرامته وخرّب بلاده وفرّط بسيادته وبدد ثرواته وأسال أنهارا من دماء أبنائه·
لكن الجميع اتفق وفق ما تنطق به كافة الوقائع والمعطيات بأن احتفال هذه السنة سيكون آخر احتفال يشهده صدام من خلف مخابئه السرية يتلصص كالجرذ المذعور وفي القريب العاجل إن شاء الله· |
