في البرنامج التلفزيوني شبكة التلفزيون الذي يعده ويقدمه عبدالرحمن النجار شن عضو مجلس الأمة طلال السعيد على حلقتين هجوما على بيت الزكاة واصفا إياه بالتحيز لنوعيات معينة من المواطنين·· ومع أن رأي النائب كان مغلفا بالدبلوماسية إلا أن المشاهد للبرنامج التلفزيوني وصل الى قناعة مفادها أن المسؤولين في بيت الزكاة يراعون نوعية معينة من المواطنين هم الملتزمون معهم حزبيا·· والحقيقة إن هذه الظاهرة صارت واضحة في بيت الزكاة والأمانة العامة للوقف ولجان "الخيرات" التي تحولت الى بؤر حزبية··· ولعل خير تأكيد على ذلك الخطأ الفاحش الذي وقعت فيه الأمانة العامة للوقف الخيري في طباعة المصحف الشريف·· هذا الكتاب المقدس الذي يحدد أسس حياتنا ويمنحنا صراطا مستقيما نسير عليه في دنيانا ومع ذلك فإن أمانة الوقف الخيري وقعت في الخطيئة الكبرى المؤسفة عندما سمحت بطباعة المصحف في مطابع رخيصة الثمن وفي بلد آخر مع أنه لا يجوز أصلا اختيار "الأرخص" في طباعة المصحف الشريف·· ومثال آخر يدل على الحزبية الضيقة هو موقف الحركة الدستورية التي لم تحدد موقفها من المساءلة السياسية لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية قبل جلسة الاستجواب وهذا يحدث لأول مرة·· كما أنه لا يجوز تأجيل المواقف السياسية في قضية واضحة للعيان إذ الثابت يقينا أن خطيئة ارتكبت في طباعة المصحف ويشكل وزير الأوقاف لجنة خاصة للتحقيق في هذا الأمر التي توصلت إلى قناعة بوجود خطأ فماذا تنتظر الحركة الدستورية أن تسمع من الوزير اللهم إلا التبريرات في قضية خطيرة ومهمة وهي أخطاء في طباعة المصحف؟!·· ولماذا علقت الحركة الدستورية لأول مرة موقفها على سماع مرافعة الوزير؟! وهي لم تفعل ذلك في مواقف أخرى مثل عرض كتب في معرض الكتاب وغير ذلك من الأمور الصغيرة·· إننا نؤيد وجود أحزاب لها مواقف إذ لا ديمقراطية من دون أحزاب ولكننا نرفض أن تعلق الحركة الدستورية - وهي حركة إسلامية - مواقفها في قضية بالغة الأهمية مثل أخطاء في طباعة المصحف·· إن الأحزاب الدينية مع الأسف الشديد صارت تقدم أنصارها في التوظيف بصرف النظر عن الكفاءة لدرجة أن البعض صار يطلق لحيته أو يقصر دشداشته لا على أساس ديني بل كمظهر من أجل الحصول على وظيفة بعد أن سيطرت الأحزاب الدينية على المؤسسات المالية نتيجة تحالفها مع بعض أركان النظام لأغراض مصلحية بحتة··