قد أتصور المرارة القاسية التي تجرعها الحاج العراقي·· وهو ينكفئ على عقبيه عنوة واغتصابا من دون أن يؤدي فريضة الحج!!
وقد أتصور المشاعر العبادية المفعمة بروحانية الخصائص العقيدية لدى المسلم الميمم وجهته بكل جوارحه الروحية لأداء مناسك الحج·· وهي أدائية ركنية دينية "لمن استطاع إليها سبيلا" تتجدد هاجسية سموها في ذاكرة المسلم كلما سنحت الظروف الى بلوغها!!
وكم أتصور عمق اللطمة الروحية التي صفعت وجوه الحجاج العراقيين الميممين بوجوههم العبادية شطر المسجد الحرام لأداء فريضة الحج·· عندما راحت القيادة العراقية تتلاعب سياسيا بقيمهم الروحية والإسلامية·· وتسوِّقها في دهاليز سياستها الخرقاء من دون حياء أو خجل أو مراعاة للمشاعر الدينية·· التي تلهب نفوس عشرات المئات والحجاج العراقيين!!
إن النظام العراقي الموصوم بسياسته المشبوهة في المنطقة·· والذي حولها برمتها الى مواقع حربية وجيوب عسكرية تفضُ حرمة سماء المنطقة وخلجانها وأراضيها·· وكرّس اضطهاده وقمعه الدموي وأفقر شعبه وشرّد خيرة أبنائه·· وأشعل نيران الأسلحة الجرثومية والبيولوجية والكيماوية في "حلبجة" والمناطق الكردية في الشمال ودفع بدباباته ومدافعه وطائراته لحصد عشرات الألوف من المنتفضين في جنوب العراق وإبادتهم بعشوائية وبربرية لا نظير لها!!
إن هذا النظام ممثلاً في رأس الطاغية صدام حسين لا يمكن أن يقيم وزنا لشعيرة الحج·· أو يراعي المشاعر الروحية والإنسانية للحجاج العراقيين·· الذين انتزعهم عنوة واغتصابا من الحدود السعودية وحرمهم من أداء فريضة سامية في قداستها الروحانية على نفوسهم·· وفقا لتوهمات وحسابات سياسية تافهة·· ومزايدات سخيفة·· يمكن أن تخرجه من عزلته المميتة! وقد ارتدت محاولات هذا النظام كالعادة الى نحره·· وظهر أمام الملأ ذليلا يجتر بؤس وصفاقة محاولات (···) لم تزده إلا عزلة وثبورا!! |