على ذمة ما نشرته الوطن في عددها الصادر أمس الأول·· أمر خطير لأن مجموعة من المتشددين مارسوا حق الدولة·· فالخبر المنشور في الوطن يقول إن ثلاثة من المتشددين قاموا باحتجاز أستاذ في مكتبه بكلية الشريعة ولمدة 3 ساعات أوسعوه خلالها ضربا وقاموا بفعلتهم هذه معتبرينها "حسبة" وفقا للشريعة الإسلامية والمؤسف أن المتشددين المتأسلمين يجهلون أحكام الشريعة الإسلامية ولا يعترفون بسلطان الدولة التي لا تسمح قوانينها بأن يأخذ المواطن حقه بيده بل يجب أن يلجأ الى سلطة القضاء·· وهذا هو مفهوم الحسبة·· وقد أقرت محكمة النقض المصرية هذا المبدأ في أحد أحكامها عندما قالت "إن الحسبة من فروض الكفاية وتصدر عن ولاية شرعية أصيلة - أو مستمدة - أضافها الشارع على كل من أوجبها عليه وطلب منه القيام بها وذلك بالتقدم الى القاضي بالدعوى·· إذن فإن الحسبة ليست رخصة يمارسها الشخص أو الأشخاص لفهمهم لأحكام الشريعة الإسلامية التي قد يكون خاطئا·· ولذلك فالقضاء هو الذي يملك هذا الحق من دون غيره·· وقد طبقت المحاكم في مصر هذا المبدأ في قضية الدكتور حامد أبو زيد حيث أقام عدد من المواطنين المصريين دعوى بالتفريق بينه وبين زوجته··· ولم تأخذ محكمة النقض المصرية بوجهة نظرهم ورفضت دعوى التفريق·· وفي الكويت لجأ بعض المواطنين الى إقامة دعوى الحسبة ضد المواطن قمبر لأنه ارتد عن الإسلام واعتنق الديانة المسيحية وقد لجأ هؤلاء المواطنون الى القضاء ليقول كلمته·· ومن هنا فإن إقدام ثلاثة متشددين إسلاميين على ضرب دكتور جامعي لمدة ثلاث ساعات ليجبروه على الاعتراف أمر خطير جدا·· وإذا سارت الدولة على هذه الشاكلة من التساهل مع المتطرفين فإننا سنشهد مجموعة من الجرائم·· وسيقوم المتطرفون بالحلول محل الدولة·· ومع الأسف إن الإعلام الرسمي يخصص إذاعاته وتلفزيونه ليبث هؤلاء أفكارهم التي قد لا تلتقي مع أحكام الشريعة تماما مثل فهم المتشددين الذين كتبت عنهم الوطن الذي شاءوا وسلب حق الدولة في العقاب وتطبيق القانون·· |