Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15-21 ذي القعدة 1419هـ - 3 - 9 مارس 1999
العدد 1367

رسالة إلى ماما مادلين
د.مصطفى عباس معرفي

في الوقت الذي تعصف فيه آلة الحرب الإسرائيلية الجنوب اللبناني المحتل تنطلق فيه حرجة الأم الرؤوم ماما مادلين برسالة الى اللبنانيين والإسرائيليين على حد سواء تدعوهم فيها الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس· وفي اللحظة التي تتناثر القنابل العنقودية على أهل الجنوب لا تجد الجدة العطوفة إلا دعوة طرفي النزاع الى عدم توسيع رقعة التحركات العسكرية· وفي الساعة التي تتصاعد فيها حدة الغارات الإسرائيلية على الأهداف المدنية بحجة تدمير البنية التحتية لحزب الله، في هذه الساعة لم يسع ماما مادلين وسعا إلا لهجة تفيض تحنانا وتنساب تهدجا لتهيب بالمتحاربين الالتزام بمواثيق أبريل بعدم قصف المناطق المدنية والآهلة بالسكان· وفي غمرة أحزانها وتفتت كبدها نست أمنا الرؤوم أن هناك محتلا يعبث في أرض لبنان الفساد وينشر الموت والدمار، وغاب عن بالها أن هناك شعبا يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي تمنحه كل شرائع السماء وقوانين الأرض حق مقاومة المحتل وحق الدفاع عن النفس· وتناست ماما مادلين أن الولايات المتحدة لها اليد الطولى في زيادة التطرف الإسرائيلي، فهي الممولة الرئيسة لآلة حربه العدوانية وهي الداعمة السياسية الرئيسة في تنامي الاستيطان على أرض المهد والأقصى·

لم يخطر ببال ماما مادلين أن حزب الله يقاوم المحتل الإسرائيلي من على أرضه، وهو حق مشروع نادى به دستور الولايات المتحدة منذ أكثر من قرنين من الزمان· ولم تر الأم الرؤوم أن المعتدي دمر البنية التحتية للبنان أكثر من مرة، لا يفرق بين هدف مدني أو عسكري· ولم تبصر جدتنا العطوفة أشلاء أطفال قانا تتناثر تحت عناقيد الغضب الإسرائيلية بقنابل صنعت في الولايات المتحدة ومولت من قبل دافع الضرائب الأمريكي· كل الذي أشغل بالها هو هلعها على المستوطنين اليهود في شمال فلسطين، وكل الذي أقلق مضجعها هو الخوف من أن يسيل الدم اليهودي ذو النكهة الخاصة، أما الدم العربي فهو دم لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وليهدر قربانا لعنصرية اليهود وعصبيتهم وتعصبهم· ولأن الأم الرؤوم لا ترى الصورة كاملة المعالم، أو لا تريد أن تراها بكاملها، فقد تساوى عندها المغتصب مع الضحية، بل إن اللوم، من وجهة نظرها، يقع على الضحية التي اختارت طريق مقاومة المحتل وأبت إلا العيش بكرامة أو الموت بشموخ الإنسان·

آه يا أمنا الرؤوم··· فرغم ولهنا بالولايات المتحدة إلا أنك ومسؤولي السياسة الأمريكية لا تكادون تتركون فرصة إلا واغتنمتوها لمبادلة عشقنا هذا كراهية يلفح لهيبها قلوبنا المتعلقة بأستار حبكم· وكيف لا نعشقها وهي التي لولاها لما كنا نتنسم أريج الحرية اليوم· لكن إزاء هذا العشق جدارا عاليا من خيبة الأمل في ماما مادلين ومن سبقوها، وفي وجه هذا الود يرتفع حاجز سميك من دماء شهداء العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم، وفي مقابل هذا الحب يتصاعد عمود دخان كثيف من الأعمال البربرية في حق العرب والمسلمين·

�����
   

الألفية الثالثة:
محمد مساعد الصالح
..أهي تنظيمات عسكرية؟!:
مسلم صريح
الخليج والبحث عن الاستقرار:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
رسالة إلى ماما مادلين:
د.مصطفى عباس معرفي
"هلا فبراير" وغياب المشاركة الشعبية فيه:
يحيى الربيعان
عبدالله أوجلان:
إسحق الشيخ يعقوب
محنة الأيديولوجية!:
عامر ذياب التميمي
جودة الاستثمار:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
النقابة.. البرلمان الأصغر!!:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة السابعة):
محمد سلمان غانم
متى ستتفهم الحكومة طبيعة النظام؟:
ياسر الحبيب
الحل قادم.. ثانية:
أنور الرشيد
نهاية أسطورة الظلاميين...!:
حسن علي كرم
لجنة تطبيق الشريعة ومشروع النظام التربوي!!!:
فوزية أبل