Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15-21 ذي القعدة 1419هـ - 3 - 9 مارس 1999
العدد 1367

..أهي تنظيمات عسكرية؟!
مسلم صريح

لا تترد الحركات الإسلامية المعاصرة كثيرا في تفسير "النصوص" في القرآن والسنة النبوية وفق ما تشتهي· وبما يحقق سيطرتها على عموم المسلمين، ولا تأبه ـــ قليلا أو كثيرا - إن كانت مثل تلك التفسيرات تعارض أصولا ومبادىء ثابتة في الإسلام، وأبرز مثال على ذلك تفسير الحركات الإسلامية لبعض النصوص التي تتعلق بطاعة الأمراء كالحديثين النبويين التاليين: "من أطاع أميرا لي، فقد أطاعني، ومن عصى أميرا لي، فقد عصاني" و"من رأى في أميره شيئا يكرهه، فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبرا، فمات، فميتته جاهلية"· حيث تقوم الحركات الإسلامية بتفسير مثل هذه الأحاديث بأن طاعة "الأمير" طاعة عمياء هي واجب شرعي على الأتباع، ومن يخل به أو يتجاهله فإنه يدخل النار لأنه سيموت على الجاهلية، والأمير في قاموس هذه الحركات هو بالطبع أمير الجماعة أو رئيسها أو مرشدها·

وليس مهما أن يتعارض هذا التفسير مع مبدأين إسلاميين بارزين هما الشورى والحرية، فالمهم هو تطويع المسلمين لخدمة أغراض هذه الحركات وتحضيرهم لأيام لا يعلمها إلا الله والعارفون ببواطن الأمور من زعماء تلك الحركات·

فكل الحركات الإسلامية المعاصرة اليوم - من دون استثناء ـــ تطوع أفرادها وتروضهم وفق هذا المبدأ الخطير، وتدخل في روعهم خطورة الخروج عن مبدأ الطاعة العمياء حتى تضمن انضباطية الأتباع وولاءهم، وهذا في رأي قادة الحركات أهم من تلقين الأتباع مبادئ الشورى والحرية التي يحث عليها الإسلام، فالحديث عن مثل هذه المبادئ هو ملك للزعماء والقادة فقط وليس للاتباع، لذلك ليس غريبا أن نجد هؤلاء "الزعماء" يملأون كتبهم بالحديث عن مزايا الشورى والحرية التي قدمها الإسلام للبشرية في الوقت الذي يحرمون أتباعهم من ممارسة الشورى والحرية في التنظيم·

لقد تمادت الحركات الإسلامية المعاصرة كثيراً في الاعتماد على مبدأ الطاعة العمياء للقيادة الى الحد الذي دفع بالكثير من أبناء الحركة المستنيرين الى أن يكفروا بالتنظيم وآلياته، لأنهم رأوا في ذلك مبدأ خطيرا يلغي عقولهم بل ويلغي إنسانيتهم قبل كل شيء· يقول الدكتور محمد عمارة في كتاب الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية: "إن الكثير من الحركات الإسلامية المعاصرة قد بالغت في ترويض أعضائها على طاعة القيادات، أكثر مما دربتهم على محاسبة ونقد وتقويم هذه القيادات· إن هذا النمط في تربية أعضاء هذه الحركات هو بالقطع معصية من معاصي التربية في هذه الحركات، لأنها تثمر - ولقد أثمرت - وحدانية الرأي، رأي المرشد والأمير والإمام"· ويضيف د· عمارة: "إن هذا الخلل الذي أصاب ويصيب الكثير من الحركات الإسلامية المعاصرة هو آفة شرقية جعلت العامة تعلق كل الآمال وتضع كل الأحمال على عاتق "القطب" و"الوتد" الذي يصبح هو المفكر الأوحد والزعيم الملهم والقائد الوحيد"·

ويزيد د· عمارة بأن "هذا الخلل الذي يُغلِّب "الطاعة" على "الحرية" قد غدا في الحركات الإسلامية المعاصرة السبيل الى فقرها الشديد في القيادات المشاركة لأمرائها ومرشديها، والمؤهلة لملء الفراغ الناشئ عن غيبة هؤلاء الأمراء والمرشدين، كما غدا السبيل الذي يدفع رافضيه والمتمردين عليه الى الانشقاق على هذه الحركات الأمر الذي أشاع ظاهرة الانقسام والتشرذم في كثير من هذه الحركات"·

نعم، إن تربية الكوادر على مبدأ الطاعة العمياء من دون مناقشة، جعل "حركة الإخوان المسلمين" تتشرذم وتخرج من عباءتها جماعات التكفير والعنف لأنها لم تعلم أبناءها الشورى والحرية، وهو ما يجعل "حزب التحرير" يتقوقع أكثر مع تقدم الزمن لأنه لا يزال يضفي على كتب مؤسسه تقي الدين النبهاني هالة من القداسة، والأمر ذاته يتكرر مع الحركة السلفية المعاصرة حيث تقديس "العلماء" وعدم مناقشة آرائهم وأطروحاتهم·

ألا تلاحظ أخي القارى، أن مبدأ الطاعة العمياء هو نظام لا يعمل به إلا في الوحدات العسكرية!

الله يستر مما يخبئه لنا هؤلاء···

�����
   

الألفية الثالثة:
محمد مساعد الصالح
..أهي تنظيمات عسكرية؟!:
مسلم صريح
الخليج والبحث عن الاستقرار:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
رسالة إلى ماما مادلين:
د.مصطفى عباس معرفي
"هلا فبراير" وغياب المشاركة الشعبية فيه:
يحيى الربيعان
عبدالله أوجلان:
إسحق الشيخ يعقوب
محنة الأيديولوجية!:
عامر ذياب التميمي
جودة الاستثمار:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
النقابة.. البرلمان الأصغر!!:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة السابعة):
محمد سلمان غانم
متى ستتفهم الحكومة طبيعة النظام؟:
ياسر الحبيب
الحل قادم.. ثانية:
أنور الرشيد
نهاية أسطورة الظلاميين...!:
حسن علي كرم
لجنة تطبيق الشريعة ومشروع النظام التربوي!!!:
فوزية أبل