رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 5 جمادى الأول 1425هـ - 23 يونيو 2004
العدد 1633

مغزى انتصار "سخنين" الرياضي
رضي السماك
* ???? ??????

أصبحت كراهية العرب شعورا وطنيا وقوميا يستمتع اليهودي في التعبير عنه بمناسبة أو من دون مناسبة، وأن يقول يهودي بأنه يصدق العرب ويثق بهم فهذه تحتاج الى جرأة وتضحية الى جانب صفة يكسبها القائل هي الخيانة"·

هكذا وصف غازي أبوريا - أحد كتاب "عرب 48" المناخ العام العنصري المسموم الذي يسود إسرائيل عشية الانتصار الرياضي التاريخي المؤزر الذي أحرزه فريق بلدة سخنين العربية بفوزه بكأس الدولة وذلك بعد تغلبه على فريق "هبو عيل حيفا"·

أما المناخ العنصري عشية هذا الحدث الكبير في الأراضي العربية المحتلة فتنطق به لغة الممارسة الوحشية على أيدي جنود الاحتلال من مجازر بحق أهالي رفح وتسوية منازل المئات منهم بالأرض في مشهد بربري دفع وزيرا صهيونيا في حكومة شارون الى تشبيهه بأساليب جرائم النازية بحق اليهود أنفسهم·

وفي الوقت ذاته يكتسب الحدث مغزاه كونه جاء غداة الذكرى الـ 56 لاغتصاب فلسطين العربية وإقامة دولة الكيان الصهيوني عليها وتشريد مئات الآلاف من شعبها الذين لم يتبق منهم في الداخل سوى بضع عشرات الآلاف - من بينهم سكان سخنين - لكنهم أصبحوا اليوم مليونا ونيفا ما انفكوا يقضون مضجع حكام الدولة العبرية وساستها بنضالهم العنيد من أجل انتزاع حقوقهم الكاملة في الحرية والمساواة بما في ذلك حق المواطنة الكاملة وتعرية الوجه العنصري القبيح لهذه الدولة التي تحاول خداع العالم بوجهها الديمقراطي الكامل المسالم زيفا وبهتانا·

بهذه المعاني فإن النصر الرياضي الذي حققه فريق "اتحاد أبناء سخنين" يكتسب مغزاه ودلالاته السياسية التاريخية، فلطالما حاولت الأيديولوجيات العنصرية أن تسخر علماء يروجون لنظريات علمية مزعومة تثبت التخلف العقلي أو الإبداعي للأجناس غير الأوروبية أو غير البيضاء أو غير المنتمية لدين معين أو حضارة محددة، والأيديولوجية الصهيونية - اليهودية ليست استثناء في نظرتها وتنظيراتها الدونية العنصرية تجاه العرب، في حين أن الانتصار السخنيني ليس سوى درس صغير لكنه كبير في مغزاه لنسف هذه النظرية·

"سخنين" تنتمي الى واحدة من البلدات العربية التي تفرض عليها الحكومات الإسرائيلية الصهيونية المتعاقبة حصارا معيشيا وماليا عدا الحصار العنصري والسياسي الدائم، ففريقها الرياضي لا يتمتع بتلك الإمكانات المالية والفنية الهائلة التي تتمتع بها فرق المدن والمناطق اليهودية الأخرى، وهي الى ذلك تحظى بنصيب وافر من حقد حكام تل أبيب العنصريين فهي المدينة التي حذروا كل اليهود من المرور فيها لأن شعبها من "الرعاع الإرهابيين" على حد تخرصاتهم المرجفة، وكيف لا يخصونها بهذا الحقد الوفير؟ أليس هي المدينة التي انطلقت منها فعاليات الحدث الفلسطيني التاريخي الكبير الذي يحتفل سنويا به الفلسطينيون عامة في الداخل وفي الأراضي المحتلة عام 1967 وفي الشتات ألا وهو "يوم الأرض" الذي سقط فيه 6 شهداء يوم 30 مارس من عام 1976 احتجاجا على مصادرة مساحات من أراضيها وأراضي عرّابة ودير حنا وعرب السواعد وغيرها؟

أليست هي المدينة ذاتها التي قدمت شهيدين من شهداء رصاص الشرطة الفاشية الإسرائيلية في أراضي 48 في مظاهراتهم التضامنية مع انتفاضة أشقائهم الراهنة في أراضي 1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة)؟!

في مساء النصر السخنيني تقاطرت الى الملعب زاحفة آلاف الجماهير العربية (30 ألف متفرج) من مختلف المدن والبلدات العربية في أراضي 48 لتشجيع وشد أزر فريق سخنين حتى غصت بهم مدرجات استاد "رمات غان" وهتفوا جميعا: "لا عنصرية لا رعاع ولا همجية"·

لقد كان الفريق ومشجعوه على درجة من الانضباط الحضاري المسالم والنظام في تلك الأمسية الرياضية الجميلة مما قوض أراجيف الدعاية الصهيونية الحاقدة حول وحشية وإرهاب أهالي سخنين، فالمخدوعون من اليهود الحاضرين أفاقوا على حقيقة الافتراء تجاه أهالي سخنين، أما المرضى منهم بالوباء العنصري فقد ظلوا على مرضهم، ولئن أسقط النصر الرياضي السخنيني هذا شيئا من أكاذيب الدعاية الصهيونية في عقر دارها فمن يدري فلربما يخرج علينا غدا من العرب من يخون هذا الفريق الفلسطيني العربي حينما يضطر لخوض تصفيات أبطال الكؤوس في أوروبا تحت راية "الدولة" التي يحمل جوازات سفرها متجاهلا بهذه النظرة الضيقة المغزى السياسي الكبير للرسالة التي يحملها هذا الفريق في مثل هذه المسابقات الرياضية الدولية·

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

إقالة العبدالله والفهد ضرورة:
عبداللطيف الدعيج
التأجيل والتعديل:
المحامي نايف بدر العتيبي
آخـر وقـفة
الفوضى السياسية·· إلى متى؟:
د·أحمد سامي المنيس
لماذا تغير موقف الحكومة؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
يا سبحان الله!!:
زيد بن سالم الأشهب
كلمات احتبست في الحلق:
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
حلقات الذكر وحلقات الفكر(2):
فهد راشد المطيري
"أرجوك تزوجني":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
مســـألـة الحــوار:
عامر ذياب التميمي
تقسيم العراق:
د. محمد حسين اليوسفي
السلبيات في "برجتنا" الديمقراطية:
عويشة القحطاني
تهانينا لمجلس الجالية·· ولكـن!!:
نبيل عناني
.. وللجدار إيجابياته:
عبدالله عيسى الموسوي
مجلـس خالي الدسـم:
عبدالخالق ملا جمعة
أضواء على التعداد العام في العراق:
حميد المالكي
مغزى انتصار "سخنين" الرياضي:
رضي السماك