| "أرجوك تزوجني"·· قد يلتبس الأمر على البعض فيعتقد أن هذا الرجاء موجه من قبل فتاة إلى شاب غرر بها، ونال مراده منها وتركها تواجه مصيرها المظلم، ولكنها عبارة توجهها عشرات الفتيات إلى شباب لا يعرفونهم ولا يرتبطون بهم بأي علاقة سوى بعض المكالمات الهاتفية الساخنة وذلك في ظاهرة تمثل مرحلة تحول وانقلاب في المفاهيم والأعراف المتناقلة عبر الزمن في سبل الزواج التي تنص على أن يتقدم الرجل للفتاة التي تنال إعجابه وبها جميع المواصفات التي يبحث عنها، وذلك بناء على توصية من أهله أو الوسطاء كالخاطبة وغيرها، إلا أن الأوضاع الحالية التي تسود في الكويت والمنطقة بشكل عام كالأزمة الإسكانية والغلاء المعيشي والبطالة تجعل أي شاب يفكر مليا قبل أن يقدم على الزواج في ظل أوضاع مهزوزة قد ينتج عنها الانفصال، وقد أثبتت الإحصاءات الصادرة عن وزارة العدل أن أكثر نسبة طلاق هي للزوجين من الفئة الشبابية "21-29"، ونظرا للظروف القاسية ارتفعت معدلات سن الزواج في الكويت، فبعد أن كان معدل سن الزواج للذكر 23 و 20 للأنثى أصبحت 27 للذكر و23 للأنثى·
عبدالرحمن شاب متزوج في الرابعة والعشرين من عمره يقول تقدمت لي صديقة زوجتي تطلب مني أن أتزوجها على الرغم من علمها بأنني أحب زوجتي ولكنها أصرت على أنها لا تمانع في هذا، حيث إن الشريكة أهون من العانس على حد قولها علما بأنها لم تتجاوز الواحدة والعشرين من عمرها، وهذا يدل على أن هاجس العنوسة يريب الفتيات أكثر من ذي قبل·
كما يقول لي عبدالله عمر 29 عاما، مهندس أعزب حديث التخرج "لم أتوقع أن يأتي يومٌ أجلس فيه في المنزل لأتلقى عرض الزواج من شتى أصناف الفتيات"، أما عمار عبدالرزاق "31" سنة فيقول إنه عندما عقد العزم على الزواج اكتشف أن العرض أكثر من الطلب·· وأن تجوله في البيوت لرؤية الفتيات بقصد الزواج أسهل من تجوله في السوق التجارية لمعاينة أي بضاعة معروضة، ويقول بأنه كان يزور ثلاثة منازل مختلفة لمشاهدة ما هو معروض لديهم في يوم واحد·
هاجس العنوسة انتشر بين الفتيات وأصبح المثل المصري "اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك" مقولة تطبقها البنات بأنفسها بالنيابة عن والديها وقد يزداد الأمر سوءا عندما تقرر الفتاة أن تقدم تنازلات وإغراءات أكثر لتجذب الزوج·
almelhem@taleea.com |
