| في حديث صحافي شكا أحد الفلسطينيين من أن الوصول لمدينة القدس من قرية "أبو ديس" بات يستلزم "جولة حول العالم" تستغرق نحو ساعتين بعد أن كانت سبع دقائق وذلك بسبب جدار الفصل العنصري الذي تشيده إسرائيل·
ومنذ بدء تشييد هذا الجدار، عانى آلاف الفلسطينيين من مشاكل كثيرة، أضيفت الى ملف همومهم المثقل بالمآسي، حيث أدان العالم - باستثناء الإدارة الأمريكية - هذا الجدار ووصفوه بأنه شبيه بجدار برلين الشهير أو خط بارليف·
ولكن بالرغم من كل المصائب التي سببها هذا الجدار فإن له بعض الإيجابيات نوجزها بالأسطر التالية·
يقول "بنحاس فالنتشتاين" أحد قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بأن الجدار مثل جدار معسكر "أوشفيتس"، وهو أحد مراكز الاعتقال التي أقامها النازيون لليهود، كما أكد الأديب الصهيوني "موشيه شامير" أن الجدار سيحول الدولة الصهيونية الى زنزانة·
وبينما الكيان الصهيوني يعيش حالة اقتصادية صعبة نتيجة الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، نجد أن تكاليف تشييد الجدار تشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة، فقد أشارت بعض التقديرات الى أن تكلفة بناء الكيلومتر الواحد من الجدار، الذي يصل طوله الى نحو 648 كلم، تبلغ ثلاثة ملايين دولار، بالإضافة الى نفقات حراسة هذا الجدار على مدار الساعة وتكاليف تطويره، حيث إنه من المقرر تزويده بأحدث تكنولوجيا الأمن العسكرية بصورة دورية·
كما أن إقامة هذا الجدار تعتبر بمثابة اعتراف صريح بفشل الكيان الصهيوني عسكريا أو سياسيا في حل النزاع مع العرب، ويعتبر عمليا، رصاصة الرحمة لكل مبادرات السلام والتسوية الزائفة، وتأكيدا صهيونيا - تفتخر به - بأن انتفاضة الأقصى قد زلزلت الأرض تحت أقدام اليهود في كل أرجاء فلسطين التاريخية·
وبالرغم من بناء هذا الجدار، فلا تزال المخاوف من هاجس الأمن تراود أذهان اليهود، فالمقاومة استطاعت تطوير أسلحة جديدة بالرغم من بدائية أغلبها، فهناك صواريخ القسام والطائرات الشراعية وراجمات الصواريخ وقبل كل ذلك، الاستشهاديون خصوصا أن الإحصاءات الصهيونية نفسها ذكرت أن %95 من منفذي العمليات داخل مناطق الخط الأخضر اجتازوا الخط الأخضر عبر المعابر الأمنية وليس الحقول المفتوحة·
إن "إسرائيل" ببنائها هذا الجدار تحيط نفسها بالجيتو التقليدي للجماعات اليهودية خلال القرون الماضية وهو ليس في صالحها ولن يحقق لها الأمن الذي تنشده حتى إن كان مدججا بأحدث الوسائل التقنية لأن الطرف المقابل يمتلك إرادة تتوكل على الله ولا تعترف بالهزيمة·
abdullah.m@taleea.com |
