بمقولة الممثل الكبير سعد الفرج في المسرحية السياسية الكوميدية "حامي الديار"، أبدأ مقالي راجية ألا ينال الرضا ولكن ينال وقفة جدية فيما آلت إليه الديمقراطية الكويتية، كل فرد استوعب من مفهوم الديمقراطية ما يناسب رؤيته الشخصية، فبعض الأفراد وجدوا أن هذا المفهوم كفل لهم التعددية في الرأي وأسقطوا كلمة احترام، فلا نجد في زمننا الحالي من يحترم اختلاف طرف في قضية أو موقف، ولكن أن يهمش هذا الطرف بسياسة كتم الصوت، أو اتباع سياسة القضاء على أطراف الاختلاف وليس نقاط الاختلاف وهناك ظاهرة "الصيت عالي والبطن فاضي"، التي انتشرت للأسف مدعومة بجهل الفرد لما وراء الشعارات المرفوعة من مقاصد ومصالح طائفية وشخصية، تسعى فقط لتمزيق الوحدة الوطنية·
للأسف فإن الديمقراطية كالدين أصبحت ضحية الاستغلال، فالكل يأخذ منها ما يؤيد موقفه، فيكون موضوعا من جمل ناقصة في الأصل، ولكسل القارىء والفرد في البحث في المصدر الرئيسي عن تكملة الجمل، وعن مدى تأييدها للموضوع المطروح، بدأ عقله بشكل لا إرادي بقبول أي قرار يفرض عليه دون استخدام حقه في النقاش والجدال حول السياسات المفروضة·
السلبية لم تكن أبدا جزءا من القرآن الكريم أو في مفهوم الديمقراطية، ولكن السلبية نتجت عن الفهم الخطأ للقرآن والديمقراطية واستخدامهما في نشر عقائد شخصية كل من الأطراف يبدأ في إثبات الصالح لهذا الوطن، وفي نهاية المطاف تجد أنه يريد إثبات الصالح لنفسه، ولو خطونا تجاه أول محاولة للإصلاح، نجد أن في وقف هذه الحرب ما بين التيارات، والنظر لما يوجد بينهم من قواسم مشتركة تبدأ بحب الوطن، إلا أننا الآن في خطواتنا تجاه تمثيل الديمقراطية الحقة، التي ينشد منها رفعة هذا الوطن·
بالإضافة، إلى كل هذا أجد أن الفرد لحظة انتمائه لتيار ما، والذي برأي الكثير هو بشارة خير حيث إن المواطن بدأ ينضج سياسيا، ولكن هذا النضج السياسي وجب أن يكون على أساس صحيح ويجب أن تحدد فيه الأولويات، فقد طغى ولاء الفرد لتيار أو قبيلة أو طائفة على ولائه للوطن، وكلما انغمس الفرد فيما يتلوه عليه حب التيار من مهاجمة تيار آخر، ما هو إلا مواطن أخ له في الدين وفي حب هذا الوطن، كلما تاه عن مفهوم الديمقراطية، ونهج العنصرية والطائفية·
السلبية نشأت من خطأ مقصود في ترجمة المفاهيم للواقع من قبل بعض الأشخاص، واستخفاف المواطن بقدرته على استيعاب المفهوم الحقيقي، فكل ما أرجوه أن تصبح النظرة النقدية هي نافذتنا للواقع، ومواقفنا الجدية هي الناتج عن هذه النظرة·
o_alqahtani81@hotmail.com |