| نتائج الانتخابات الأخيرة أعطت مؤشرا تلو الآخر أن الشعب الكويتي "عند وجهك وقت الضيق" وأنه يتباهى بوحدته الوطنية ويتناسى خلافاته الضيقة وينتخب الوطني المخلص دون الالتفات الى مذهبه أو عائلته·
حدث ذلك بوضوح في مناطق عدة سجل فيها الناخبون سمفونية كويتية راقية عزفوا فيها لحن حب الوطن وانتخبوا أعضاء المعارضة أيا كان مذهبهم وأسقطوا نواب "الموالاة"، هذا الرقي في العمل السياسي هو ديدن الكويتيين "إذا حجت حجايجها" كما يقول المثل·
ومن الملاحظات الرائعة الأخرى هي دور المرأة الكويتية في الاصطفاف السياسي مع المعارضة الكويتية ودورها في ترجيح كفة نواب المعارضة في أكثر من منطقة، بل إن أغلبية النساء كن يصوتن بلا تردد للمعارضة أينما كانت·
ومع أنها المرة الأولى التي تصوت فيها المرأة في انتخابات مجلس الأمة إلا أنهااثبتت وعيها وحضورها الكثيف خاصة أن وزارة الداخلية -مع الأسف- لم تخصص عددا كاف من اللجان الانتخابية لتسهيل عملية الانتخاب عليهن بل إنها قلصتها مما جعل هناك تأخيرا طويلا حيث كانت المرأة تنتظر في بعض الأحيان أكثر من أربع ساعات ومع ذلك فإن الأغلبية المطلقة عانت ماعانت وصوتت رغم كل هذه الصعاب·
الأمر المهم الآن إن المبادرة السياسية أصبحت في يد المعارضة سواء داخل مجلس الأمة أو على الساحة السياسية بشكل عام ولم يعد للحكومة أي دور في توجيه الأحداث·
فالمعارضة هي التي تحدد نوعية الوزراء في الحكومة وهي التي تحدد أولويات المجلس وهي التي بيدها قيادة الأمور على الساحة السياسية وهي الآن في أقوى قوتها كما لم يحدث من قبل·
يبقى الشيء المهم هو قدرة المعارضة على المحافظة على هذا الزخم السياسي وتصعيده لمصلحة حل القضايا المطروحة كافة ومن أهمها تعديل الدوائر الانتخابية·
ومرة بعد أخرى نحمد الله أننا في الكويت وفي وسط هذا الشعب المعطاء الذي يسطر كل يوم ملاحم وطنية رائعة تبين أصالته وتماسكه ووحدته الوطنية بعيدا عن التعصب والطائفية من خلال انتخاب النواب الوطنيين وإسقاط كل من يدعو إلى تفرقة هذا الشعب لأن المواطنين لا زالوا يعيشون تلاحمهم أثناء الغزو وتفاعلهم بعد التحرير وها هم يسجلون رائعة أخرى في هذه الانتخابات في نبذ الطائفية ومحاربتها ولعل ما حدث في الرميثية والشرق والقادسية ومشرف خير دليل على ذلك· |
