رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 3 يوليو 2006
العدد 1735

من وحي الناس
ظاهرة عارف باشا والسنعوسي
خالد عبد العزيز السعد

أصبح الإعلام ظاهرة وجدانية لا يمكن تصور المجتمعات البشرية من دونه وصار في العصر الحديث جزءا لا يتجزأ من البناء الاجتماعي، والسياسي، والثقافي، والفني، والمعرفي، ووسيلة فعالة في تكوين الرأي العام بأجهزته المرئية، والمسموعة، والمكتوبة التي توصل الوعي، وتعالج القضايا، والإشكالات، والمشاكل التي يتعرض لها الوطن، والمواطن، وتطرح الأسئلة والحلول، والبدائل خاصة في بلد مثل الكويت يشهد منذ عقود تدميرا لمؤسسات الدولة وإفسادا لمرافقها حتى وصلت بسبب رموز الفساد من بعض أفراد السلطة، ومن معهم في نفس العربة من الوزراء، والنواب الى هذه الحالة الكارثية من الإرباك والتقهقر، والجمود، والفوضى العارمة حتى تحولت الدولة الى جثة هامدة تثير الشفقة ورهينة لثلاثي الفساد من رموز السلطة الحاقدة على التجرية الديمقراطية وعلى الدستور والحرية النسبية، ومن معهم من الوصوليين، والانتهازيين، وقناصي الفرص وأصحاب المصالح لأن الديمقراطية بمعناها الجوهري في التشريع والمحاسبة والمراقبة تشكل الرعب والذعر على مصالح تلك الرموز الفاسدة، وامتيازاتها ومغانمها، ومواقعها والتي حولت الفساد الى ثقافة وصارت له مؤسسات تدير حركته وتنشر فيروساته حتى في تفاصيل الحياة اليومية، ونهب ثروات الوطن من هنا يمكن أن نفهم فهلوة السنعوسي وهلوسته علي شباب وشابات قناة "نبيها تحالف" والقنوات الأخرى ووصفها بأقذع الألفاظ، والنعوت وبأنها تتبع أسلوبا غير مهني، وغير محايد، وبعيدا عن الموضوعية والحس الوطني وروح المسؤولية مما يثير البلبلة، والفتن، والنزاعات بين المواطنين وتهدد الأمن الوطني، واستقراره، وطلب من وزارة الداخلية البحث والتحري عن مكاتب هذه القنوات، هذا هو محمد السنعوسي الحقيقي الرجل الفوقي والذي يعطي الأوامر، والدروس في كل شيء من صيد الفئران الى صيد قنوات الرأي المخالف لرأيه ولرأي من جلبوه الى وزارة الإعلام في الوقت الضائع حين رأوا فيه الرجل المتعطش للسلطة وما حولها من نفوذ الذي جعل بيت الداء ليس هو المعدة ولا الأحشاء بل الدماغ لأن ما حشي به هذا الدماغ حال بينه وبين رؤية النور ومصالح الوطن وفزعة الشباب والشابات وهم  يذودون عن حريتهم ودستورهم وديمقراطيتهم ومستقبلهم بكل ما يملكون من طاقة ووعي وثمن حتى ولو كان ذلك الثمن حياتهم وسهرهم  ما دامت الحياة تستحق الدفاع عنها حتى الرمق الأخير·

فظاهرة السنعوسي كظاهرة عارف باشا الذي طارد الكواكبي بتحريض من السلطان العثماني ودس السم في الدسم لهذا النهضوي الرائد الذي قال في طبائع الاسبتداد ما لم يستطع عربي قوله بعد عقود من الاستقلال، ولأن سلالة العوارف تخصصت في فن التقويل ولي الكلمات بل صاروا أبواقا للسلطة عن رضى ورغبة وسد مطامعهم في الشهوة للسلطة فصاروا قوة احتياط في جيش الفساد تستدعى عند الحاجة ليقدموا السخرة العقلية لمشروع الفساد وإسقاط الدولة، ومؤسساتها وها هي سلالة هؤلاء العوارف لم تنقطع ولم تنقرض بل تتناسل كما الأرانب والفئران في مختلف الجحور بعيدا عن الشمس وعن تاريخ الحرية، والتغيير والإصلاح، والإنعتاق من مصاصي دماء الشعوب·

والتاريخ رغم كل الحماقات التي يرتكبها أمثال هؤلاء العوارف غالبا ما يصحو فيه شباب يدافعون عن العدل والحرية، لأنه تقطير لمكابرات إنسانية يصعب على الفاسدين حذفها·

فالشعب الكويتي عرف ظاهرة عارف باشا عن طريق نسخته التي جاءت بالسنعوسي الى وزارة الإعلام وخلال ثلاثة أسابيع أظهر اندفاعا مخيفا باتجاه محاربة الرأي الحر حين افترس فكره حب الامتلاك والسلطة والنفوذ·

لكن لشباب وشابات الكويت رأي آخر خاصة أن نتائج الانتخابات جاءت على عكس ما خطط لها رموز الفساد والتخريب، وتدمير ذمم الناس، فاختاروا من يؤمن بالإصلاح والتغيير، واجتثاث رموز الفساد، وتطهير القمح من السوس، والماء من الدود ومن له الانتماء الحقيقي للوطن والديمقراطية والحرية، ولنكسر وراء رموز الفساد ألف جرة من فخار ونجعل عارف باشا وظاهرة السنعوسي تختفي وراء حدود الكويت الناهضة بالتحديث والانفتاح، والوعي وكرامة الإنسان والعدالة والحق، وإشراقة الحياة·

�����
   

عندما تكلم الشعب إلى عامر الزهير:
شيخة الصانع
المرأة تعاقب مؤيديها:
المحامي نايف بدر العتيبي
نعم للنقد لا للتشويه:
د. فاطمة البريكي
الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير:
د. محمد عبدالله المطوع
"ودي أصدق هالنواب":
يوسف الكندري
ظاهرة عارف باشا والسنعوسي:
خالد عبد العزيز السعد
شباب في مهب الريح:
د. لطيفة النجار
ولادة استثنائية.. وتبعات مصيرية:
عويشة القحطاني
مِنْتي كفو..!:
عبدالرحمن خالد الحمود
إلى محمد العبدالجادر:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
انتخابات الوحدة الوطنية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نو ..نو ..حدسو 4:
عبداللطيف الدعيج