الإخوان المسلمون أو الحركة الدستورية الإسلامية حاولوا جاهدين إقناعنا بأنهم ضد الفساد وأنهم مع قوى الإصلاح والنواب الوطنيين، لكننا لم نلتمس حتى الآن موقفا عمليا واحدا يؤكد صدق الإخوان المسلمين أو انحيازهم الحقيقي للصف الوطني، كل ما التمسناه تصريحات "لا تودي ولا تجيب" أو بالعربي لا تسمن ولا تغني من جوع ومعظمها تحصيل حاصل كمثل إعلان الحركة على لسان ناصر الصانع أن أحمد السعدون مرشح الكويت· شافوا إن السعدون طالع·· طالع، لهذا جاء تصريح ناصر الصانع إن السعدون "مرشح الكويت" ولكنه بالطبع ليس مرشح الحركة الدستورية وليس حتى ضمن المرشحين الذين تدعمهم··· ولكن هو مرشح الكويت لأن ناصر الصانع بالذات كان بحاجة إلى الأصوات الوطنية والبرتقالية في انتخابات الروضة·
الإخوان أو حدس يخططون بشكل مسبق ويتكتكون ويناورون بزغالة يحسدون عليها· عدم الإعلان بشكل مباشر عن دعم أحمد السعدون يعني بوضوح أن الحركة الدستورية تحتفظ بالأوراق الأخيرة للتصويت في معركة رئاسة المجلس دعم السيد أحمد السعدون في الانتخابات يتطلب أوتوماتيكيا دعمه في انتخابات رئاسة المجلس وهذا ما لم تشأ الالتزام به حدس في الوقت ذاته فإن دعم السيد جاسم الخرافي انتخابيا كان سيؤدي الى وقوف الحركة ضد التيار الشعبي الوطني لهذا فضلت الإعلان عن موقف متذبذب تجاه السعدون ولكنها لم تنف دعمها أو تأييدها لجاسم الخرافي·· بل التزمت الصمت تجاهه·
كل هذا فتح الباب واسعا الآن أمام الحركة الدستورية الإسلامية كي تمنح أصواتها الستة للسيد جاسم الخرافي كما تشير كل التوقعات· الحركة الدستورية قررت بأصواتها إسقاط السيد السعدون في انتخابات سابقة، وهاهي الآن تقرر إسقاطه والدفع بالخرافي للرئاسة·· فوز الحركة الدستورية بستة مقاعد جاء بفضل الدعم السلطوي المتواصل وبفضل تحييد القوى الوطنية· انتخابات رئاسة المجلس ستكشف تماما والى أمد بعيد أين تقف الحركة الدستورية وسوف تحدد بدقة الاتجاه الحقيقي للإخوان·
أصوات الحركة الدستورية الإسلامية حددت مصير رئاسة المجلس عام 1999وأصوات الحركة الستة ستحدد مصير الرئاسة في هذا المجلس·· أعلنت الحركة تصويتها لصالح السعدون أم تشدق ناصر الصانع بتأييده·· نتيجة الانتخاب ستحدد عمليا وبصدق موقف الحركة ويا ويلكم إن كان الفارق أقل من ستة أصوات· |