تعتبر انتخابات 2006 استثنائية بكل الصور·· استثنائية في ولادتها وفي معالمها، لقد كان لهذا الشهر أثره الكبير في تغذية الوعي السياسي لكل مواطن ومواطنة، فوقف الأغلبية من ذوي الروح الوطنية في وجه كل من يريد الإساءة للشعب وإرادته، وكل من يسلب ولو حفنة من تربة هذا الوطن ليضعها في جيبه الخاص، ولتسمح لي أيها القارىء أن أشاركك حواسي كلها وأسرد لك ما هو الاستثناء:
أولا، أصبح النقاش وطرح قضايا الفرد والمجتمع جزءا من أجندة الجلسات العائلية، فيبدي لساني رأيه وينصت له أخي، ويزودني أخي بخبرته الانتخابية فأغتني· ثانيا، ظهور العديد من التجمعات الشعبية والتي تسعى لحفظ المكتسبات الشعبية وتطوير الوعي السياسي للمواطن تذكيره بحقه في الاختيار· ثالثا، ازدياد الحركة النسائية بكل أطيافها واختلاف بيئاتها الاجتماعية، وسعيها لإثبات وجودها وجدارتها واستحقاقها للمواطنة· رابعا، تطور صور ووسائل إبداء الرأي وتوسع قاعدة الحريات الإعلامية وتزويد الناخب بوجهات نظر متعددة وإعطاؤه حق تقرير المصير·· لعل سرد إيجابيات المرحلة سيطول وهي إيجابيات استحقت التغطية الإعلامية، أما السلبيات فاغتصبت الساحة الإعلامية والشعبية بما يغنيها عن التعريف·
أما مرحلة ما بعد 29 من يونيو 2006 فهي الاستثناء بعد كشف المعالم، فيقف ممثلو الأمة ممن اختارتهم الأمة الكويتية في وجه السلطة التنفيذية لتشرع ما ارتأى إليه الشعب في قضايا تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتصوت فيما يكفل للجميع العدالة السياسية، والتي من خلال أدواتها التشريعية تحفظ حقوق المواطنة الحقة وتسعى لتفعيل واجباتها، واستثمار أموال الوطن في تنمية الوطن وأفراده، ومحاسبة الجهات المعنية بعرقلة دور النائب في تمثيل الشعب ورعاية مصالح الوطن· وإليكم بعض ما وجب على نواب مجلس 2006 الاستثنائي تبنيه:
أولا: حسم قضية تقسيمة الدوائر الانتخابية بما يحقق عدالة سياسية ووحدة وطنية، ثانيا: تعزيز دور النائب في محاسبة السلطة التنفيذية وتنفيذ الوعود والمشاريع التنموية الوطنية، ثالثاً: إقرار قانون "من أين لك هذا؟" وإنشاء لجنة للذمة المالية محايدة للكشف على ميزانية النواب سواء الوزراء المعينون أو ممثلو الشعب المنتخبون رابعاً: تعديل الدستور إلى جعل حق التصويت للنواب المنتخبين فقط وليس للوزراء المعينين "مطلب من مقال د· عبد المحسن جمال- مجلس الأمة الشعبي"·· إلخ· أما فيما يخص صوت الشارع الشعبي، فأتمنى استمرار وجود المواقع الالكترونية ووسائل الاتصال حتى يتمكن الناخب من التعبير عن رأيه في مواقف النائب وتحديث القضايا التي قام بتبنيها، كما أرجو ألا تكون التجمعات الشعبية التي ظهرت في الساحة الكويتية ظاهرة مؤقتة، وأن تستمر كقوة مؤثرة وناطق غير رسمي للشارع الكويتي·
لتكن هذه المرحلة الاستثنائية تاريخا يدرس ولا يمجد فقط، ولعل تبعات هذه المرحلة تستمر فيما بعد فتقوم بتفعيل نظام ديمقراطي يختلف في الآراء ويتفق في المصلحة الوطنية العامة·
O_alqahtani81@hotmail.com |