رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 رمضان 1425هـ - 27 اكتوبر 2004
العدد 1651

الدين والقبيلة "والطريق إلى كابول"
د. سامي عبدالعزيز المانع

"الطريق إلى كابول" مسلسل رمضاني فيه من الإبداع الشيء الكثير، على الأقل ما شاهدناه حتى الآن، وحين بدأت أتابع حلقاته جاء في مخيلتي المشهد الأفغاني كاملا وذلك من خلال القراءات والمتابعات المختلفة، حيث عبر أمامي مشهد انتصار المجاهدين الأفغان في كابول على القوات السوفييتية بمباركة من الولايات المتحدة ومساندة دول الخليج بأموالها وأبنائها، وكيف بدأ الصراع بين الفصائل الأفغانية على السلطة بعد ذلك وأصبح إخوان الأمس أعداء اليوم·

وقد كانت هذه الفصائل تتكون من أحزاب عديدة كلها تتصف بأنها إسلامية وكلها تتشابه بالأفكار والآليات إلى حد كبير، تنادي بشرع الله وترفع شعار القرآن والسنة وتزهد الدنيا وتنشد الآخرة كما يدعون، إلا أن ما قد تم بعد نصر "كابول" لا يوحي بكل ما سبق ذكره ولا يبرهن على صدق المجاهدين وزهدهم الدنيا بما فيها، فكان الصراع على أشده فيما بينهم، وحسب إحصاءات تلك الأحداث فإن عدد القتلى وصل إلى مئات الألوف، وأن عدد المساجد التي دمرت والنساء اللواتي اغتصبن فاق ما حدث أيام وجود الغازي السوفييتي نفسه·

وربما يتساءل القارىء العزيز لماذا كان ذلك التقاتل بين بشر دافعوا دفاع رجل واحد عن أرضهم وأخرجوا مستعمر لا يستهان به بإيمانهم بقضية عادلة!!! والإجابة هنا تكمن في تحول القبيلة إلى آفة إذا لم يُحسن استخدامها، والسلطة لها مالها من الإغراء لتحول كل ما هو جليل إلى منحط يوما من الأيام، فالخلاف الذي دب بين الفصائل الأفغانية لم يكن مبدئيا أو على شعارات ولكن كان خلافا وتصدعا وشقاقا قبليا محضا، فمثلا حركة طالبان وفصيل حكمتيار وأربعة أحزاب أخرى مستقلة تتكون من قبائل الباشتون فقط بينما تحالف الشمال الذي يتكون من ستة أحزاب أخرى هم من أعراق طاجيكية أو أوزبكية وكل ما عدا الباشتون في الغالب، فنجد أن طبول الجاهلية قد أغرقت وشرذمت البلاد والعباد لأجل عيون السلطة، ناهيك عن الاتجار بالمخدرات الذي ادعوا أنه لتمويل أعمالهم العسكرية ولكنه في الواقع لانفتاح بطونهم أكثر فأكثر·

وروادتني حالة الفوضى الكويتية على مستوى الحكومة والشعب إزاء تلك الأحداث وأقصد بالشعب التيار الديني بمختلف أجنحته، وكيف كان الارتماء بأحضان تلك القضية والاندفاع الأهوج وجنون الدفاع عن ذلك المشهد، والتكالب على الجهاد في تلك البقعة المنكوبة، والصراخ بأعلى الصوت بنزاهة الأفغان وصلاحهم وأن من لا يدعم هؤلاء النفر بالمال والجهد والجهاد والدعاء فهو آثم، لعن الله التطرف المقيت ولعن الله التعصب ولعن الله من يخلط الحابل بالنابل ومن يعتقد أنه يمتلك الدين ويمثله في سبيل ترهيب الغير والترغيب بأغراضه النتنة·

وبعد خراب مالطة تأتي أزلام التطرف والحكومة النائمة عما حولها وتعض أصابع الندم وتلطم لاكتشافها أن القضية الأفغانية كانت خدعة كبرى وربما كانت مؤامرة كبرى كما يحلو لهم، وأنهم كانوا مخطئين بما فعلوا ومزايدين في ردة فعلهم وشعاراتهم، واليوم يأتي من يلعب الدور الغبي نفسه من الحكومة والشعب تجاه العراق وغير العراق ولا يقرأ التاريخ الأسود والغباء القديم، حيث كانوا ومازالوا أصحاب مواقف انفعالية وكثيرا ما تبني تحركاتها على أساس مشاعر وأحاسيس لا تنفع في التعامل مع القضايا المصيرية والشعوب الأخرى لا سيما العربية منها، وعلينا أن نتعظ من مهازلنا السياسية السابقة، وننتقي القضايا الرابحة والعادلة فعلا والمتوازية مع مصلحة الوطن وليس الحزب أو التيار "فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" يا مؤمنون·

واليوم "الطريق إلى كابول" يقع تحت التهديد من قبل خفافيش الليل، لأن هذا العمل الفني الراقي الذي يشدنا لمشاهدته يعتبر فضيحة كبيرة لهؤلاء الجهلة غلاظ القلوب مغلقي العقول، وعلى الفضائية التي تعرضه على شاشتها أن تصمد في وجه التهديدات لأن المسألة باتت مسألة مبدأ وحرية ورسالة يجب أن تصل إلى الناس المغيبين، وياخوفي أن ننتظره يوما لمتابعة ولايبث من جديد وينتصر الباشتون·

�����
   

شفافية فساد الحكومة:
د·أحمد سامي المنيس
صح النوم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تكفه يامخلد..
تكفه يالحماد:
عبداللطيف الدعيج
الأكذوبة!!:
سعاد المعجل
الحقيقة نور:
محمد بو شهري
من هم المتخلفون؟:
فهد راشد المطيري
الدين والقبيلة "والطريق إلى كابول":
د. سامي عبدالعزيز المانع
التحدي الحضاري!:
عامر ذياب التميمي
ISO الداخلية و السلطة واو:
مسعود راشد العميري
محاربة الفساد:
المحامي نايف بدر العتيبي
مجازر "أيام الندم":
عبدالله عيسى الموسوي
ماذا تريد أمريكا من إيران؟:
موسى داؤود
"موو بس بالكلام"!:
عبدالخالق ملا جمعة
هل للفساد من نهاية؟:
عبدالحميد علي
صناعة الحياة أم الكراهية؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي
دروس إغلاق "العروبة" البحريني:
رضي السماك